شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
 
الدَّوحةُ العَارِيَةُ
أَكذا ستسلِبُنَا الشبابَ يدُ الليالي الجائرهْ
وتبعثرُ الأَيّامُ آمالُ الشبابِ الزَّاهِرهْ
وتعيثُ في أَحلامِهِ الغُرِّ الفواتنِ ساخِرهْ
أكذا ستحرِمُنا النَّضَارةَ والأَماني السًّاحِرهْ؟
* * *
يا دوحةَ الرَّوضِ المُسربَلِ بالكآبةِ والشَّجنْ
بالأمس كنتِ ملاذَ مَنْ نهشتْهُ أنيابُ المِحنْ
ومحطَّ أسرابِ الطُّيورِ وحِليةَ الرَّوضِ الأَغنْ
واليوم أَنكَرَك الجميعُ فما أعقَّ وما أَضنْ!
* * *
اللهُ مَا أقسى الشِّتَا وأشدَّ بطشَ جنودِهِ!
عرَّاك من حُللِ الربيعِ ومِنْ قشيبِ بُرُودِه
ومشى على آثارِه يطوي نَضِيرَ بُنُودِهِ
فكأنَّه طَاغٍ رَجومُ الجوِّ بعضُ عبيدِهِ
* * *
فبأيِّ ثَوبٍ تَتَّقِينَ ثُلوجَهُ ورِيَاحَهُ
وبأيّ سَيفٍ تَضرِبينَ، إِذا استبدَّ، جَنَاحُه
وتُبدِّدين – متى دهتك عبوسةً – أشباحَهُ
وبأيِّ دِرعٍ تَدرئينَ نِبالَهُ ورِمَاحَهُ؟
* * *
لي في الحِمى أُمٌّ نظيرُك يا بنةَ الروضِ الكئيبهْ
سلبَ البِعادُ فراخَهَا وطَوى أمانِيَها القَشيبهْ
وقَضى على آمالِهَا الذهبيةِ الغرِّ الخصيبهْ
فاستسلمتْ لليأسِ والأحزانِ مِن هَولِ المُصيبهْ
* * *
أُمَّاهُ صَبراً في البَلاءِ فهكذا شَاءَ القَدرْ
لا تيْأَسي أو تستكيني للكآبةِ والكَدرْ
فكما يعودُ إِلى الرِّياضِ ربيعُها وإِلى الشَّجرْ
سنعودُ نحنُ إِليكِ يَوماً، والزمانُ أبو الغِيَرْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :419  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 174 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان الشامي

[الأعمال الكاملة: 1992]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج