| أَكذا ستسلِبُنَا الشبابَ يدُ الليالي الجائرهْ |
| وتبعثرُ الأَيّامُ آمالُ الشبابِ الزَّاهِرهْ |
| وتعيثُ في أَحلامِهِ الغُرِّ الفواتنِ ساخِرهْ |
| أكذا ستحرِمُنا النَّضَارةَ والأَماني السًّاحِرهْ؟ |
| * * * |
| يا دوحةَ الرَّوضِ المُسربَلِ بالكآبةِ والشَّجنْ |
| بالأمس كنتِ ملاذَ مَنْ نهشتْهُ أنيابُ المِحنْ |
| ومحطَّ أسرابِ الطُّيورِ وحِليةَ الرَّوضِ الأَغنْ |
| واليوم أَنكَرَك الجميعُ فما أعقَّ وما أَضنْ! |
| * * * |
| اللهُ مَا أقسى الشِّتَا وأشدَّ بطشَ جنودِهِ! |
| عرَّاك من حُللِ الربيعِ ومِنْ قشيبِ بُرُودِه |
| ومشى على آثارِه يطوي نَضِيرَ بُنُودِهِ |
| فكأنَّه طَاغٍ رَجومُ الجوِّ بعضُ عبيدِهِ |
| * * * |
| فبأيِّ ثَوبٍ تَتَّقِينَ ثُلوجَهُ ورِيَاحَهُ |
| وبأيّ سَيفٍ تَضرِبينَ، إِذا استبدَّ، جَنَاحُه |
| وتُبدِّدين – متى دهتك عبوسةً – أشباحَهُ |
| وبأيِّ دِرعٍ تَدرئينَ نِبالَهُ ورِمَاحَهُ؟ |
| * * * |
| لي في الحِمى أُمٌّ نظيرُك يا بنةَ الروضِ الكئيبهْ |
| سلبَ البِعادُ فراخَهَا وطَوى أمانِيَها القَشيبهْ |
| وقَضى على آمالِهَا الذهبيةِ الغرِّ الخصيبهْ |
| فاستسلمتْ لليأسِ والأحزانِ مِن هَولِ المُصيبهْ |
| * * * |
| أُمَّاهُ صَبراً في البَلاءِ فهكذا شَاءَ القَدرْ |
| لا تيْأَسي أو تستكيني للكآبةِ والكَدرْ |
| فكما يعودُ إِلى الرِّياضِ ربيعُها وإِلى الشَّجرْ |
| سنعودُ نحنُ إِليكِ يَوماً، والزمانُ أبو الغِيَرْ |