شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أَزكى الزهور
في أواخر الحرب العالمية الثانيـة زار الكاتب الكبير نظير زيتون "بوانـس آيرس" فرحّب به صاحب الديـوان بهذه القصيدة، وفيها إشارة إلى محنـة الحرف العربي عهدئذٍ خضوعاً لقانون يقضي بوقف المنشورات التي تصدر بغير لغة البلاد.
أدبٌ كدمعِ الأُمَّهاتِ طَهُورُ
ونُهىً عميقٌ كالخِضَمِّ غزيرُ
وصلابةٌ في الحقِّ ليسَ يَشينُها
دَعوى تُطبِّلُ حَولَها، وهَديرُ
وصَرَاحةٌ لا الوعدُ يُثنِيها ولا
يَلوي شكيمَتَها لظىً وسعيرُ
وتَرفُّعٌ حيثُ التواضعُ ذِلةٌ
وتواضعٌ حيث الشُّموخ غرورُ
هذا نظيرٌ! هل يُقال إِذا زكا
شِعري بموكِبِهِ رَشاهُ نَظيرُ؟
* * *
أَفتَى البيانِ العَذْبِ والقلمِ الذي
يَشدوا فيخجلُ جاحظٌ وجَريرُ
ظَمِئتْ إليكَ، وأنت تجهلُ، أَنفُسٌ
وهفتْ إِليكَ جوانحٌ وصُدورُ
فأدِرْ عَلينا من بَيانِكَ خَمرةً
ما ذاقَها في الغَابِرينَ أميرُ
حَدِّثْ عن الأَمزونِ واذكرُ فِتْيةً
المجدُ ملء إِهَابِهِمْ والنُّورُ
ألقوا بِضِفَّتِهِ عَصا ترحَالِهِمْ
فزَهَا بهمْ قفرٌ وأمْرَعَ بُورُ
يتسابقونَ إِلى العُلى بعزائمٍ
دانَ العَسيرُ لهُنَّ فهْو يَسيرُ
حَدِّثْ وحَدِّثْ ما استطَعتَ وقُل لنا
كيفَ انطوى عهدٌ هُناك مُنيرُ
ما حلَّ بالروضِ الأَغنِّ، وما دَهى
أطيارَهُ، أفصَوَّحتْهُ دَبورُ؟
واهاً عليها عُصبةً مَيمونةً
حسدتْ بدائعَها الرِّياضُ الحُورُ
بالأَمسِ كُنَّا نَسْتَضيءُ بِنُورِهِمْ
واليومَ يغمرُ أُفْقَنَا الدَّيْجُورُ
بالأَمسِ كُنَّا نْستقي من وِردِهِمْ
واليومَ لا يَرْوي العِطاشَ غَديرُ
بالأَمسِ كُنَّا نَستظِلُّ بأَيكِهِمْ
واليومَ لا أَيكٌ ولا شحرورُ
عَصفتْ بِهم رِيحُ السِّياسةِ فانزووا
ويحَ الغريبِ إِذا يُنادي الصُّورُ
سكتوا كأنْ لَمْ تَختلجْ لِهتافِهِمْ
نفسٌ، ولمْ يحملْ صداهُ أَثيرُ
سكتوا كأَنْ لمْ ينشُدوا أمّ اللغى
أحلى وأَروعَ ما تُكِنُّ صُدُورُ
سكتوا كأَنْ لمْ يَحمِلوا عَلَمَ الهُدى
للمُدْلِجِينَ ويَسبَحوا ويَطيروا
* * *
يا فتيةَ الأَدبِ الأَغرِّ تجمَّلوا
تأبى العُلى أَنْ تَيأسوا وتَخُوروا
هي مِحنةٌ وتَزولُ، ثم نَراكُمُ
الجوُّ زاهٍ والنديُّ نضيرُ
لاحتْ تباشيرُ السَّلامِ فهيِّئوا
أقداحَكُمْ وتَبادلوا وأَدِيروا
أزكى الزهورِ قصيدةٌ ومقالةٌ
وأرقُّ أنواعِ الغِناءِ صَريرُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :409  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 173 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.