شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
البَنَّاءُ
يبني القصورَ وكوخهُ خَرِبُ
ساءتْ حياةٌ كلُّها تعبُ
الشوكُ يزَخرُ في مسالِكِهَا
والرِّيحُ ما تنفكُّ تصطخبُ
لا يزَدهي في ليلةِ قبسٌ
إِلاَّ تولّتْ طَمْسَهُ النُّوَبُ
صَفِرتْ من الأصحَابِ راحتُهُ
لم يُجْدِهِ سَعيٌ ولاَ طَلبُ
فكأَنَّه في النَّاسِ حَاشيةٌ
وكأَنَّه في الأَهلِ مُغترِبُ
جُلبَابهُ رُقَعٌ تَأَلَّفها
غرضٌ وباعدَ بينها نَسبُ
مشتِ السنينُ عليه فاختلطتْ
أَصْباغُهُ وتقاربَ السَّببُ
ينبو به في اللَّيلِ مضجعُهُ
ويشُوكُه الحِرمَانُ والنَّصبُ
الرفشُ والمِنقارُ عُدَّتهُ
في العيشِ، لا عِلمٌ ولا نَشبُ
يَسعى وَلَكِنْ لا إلى أَملٍ
ويَدبُّ لكن حيثُ لا أَرَبُ
ضَاقتْ به دُنيَاهُ واعتجلتْ
في صَدرِهِ الزَّفَراتُ والكُرَبُ
بالرُّوحِ في تَمّوز وقفتُه
يكويهِ من أنفاسِه لَهَبُ
دامي الفؤادِ يُمِضُّهُ أَلمٌ
ذاوي الجفونِ يَعُضُّهُ سَغَبُ
عِرْقُ الجِهادِ يَزِينُ جبهتَهُ
تاجاً علتْهُ هالةٌ عَجَبُ
بالرُّوحِ في كانون نظرتُه
يَصْطَكُّ من قَرٍّ ويَضْطَرِبُ
يَرنُو بطرفٍ غَارَ بؤبؤُهُ
في دَمعهِ وتَكمَّشَ الهُدُبُ
جَمدتْ على المِنقارِ راحتُه
فكأَنَّها من بعضِهِ خشبُ
تلهو الرِّياحُ به فإنْ سكنتْ
فتحتْ عليه ثقوبَهَا السُّحُبُ
يا غائصاً بالطينِ، لا نَصَبٌ
يوهي عزيمتَه ولا وَصَبُ
صبراً على الأيامِ إِن عَبَستْ
هيهاتَ يَفْرُجُ ضيقَها غَضَبُ
ما أنت أَولُ كادحٍ عَثَرتْ
آمالُه وكَبَا به الدَّأبُ
بيني وبينَكَ في البَلاءِ – وإِنْ
كَذَبتْ عليك ظواهري – نسبُ
أشقاكَ سعيٌ لا ثوابَ لهُ
أمَّا أَنا فَنَصِيبيَ الأدَبُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :480  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 170 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج