غداً تطيرُ إِلى الفَيْحاءِ غَلواءُ |
هلْ يلتقي بعدَها قيسٌ وليلاءُ؟ |
قلبي على الرَّكبِ حَوَّامٌ يُشيّعُهُ |
والقصدُ أَنتِ، فما في الرَّكبِ إِغراءُ |
لولاكِ مَا هزَّني شوقٌ لِذي سَلمٍ |
ولا شَجاني إِلى الزَّوراءِ حَدَّاءُ |
غلواءُ ولَّتْ ليالي العمرِ عابسةً |
هلا استرَحنا؟ ألا يُضنِيك إِسراءُ؟ |
عيناكِ عيناكِ في حِلي ومُرْتَحِلي |
دارٌ وأهلٌ ومرساةٌ ومِيناءُ |
عِشنَا على الأَملِ البرَّاقِ يخدعُنَا |
أَحلى الأَمانيِّ ما تَرعاهُ عَنقاءُ |
عين عليكِ وكَفِّي عنكِ قَاصرةٌ |
وأنتِ مثلي بِرغمِ القُربِ شَلاَّءُ |
ما قادَ خَطوي إِلى مَغناكِ مُلتَمِسٌ |
إلاّ ثنتني أَصواتٌ وأَصداءُ |
وما عقَدْتُ على عينيكِ قافيةً |
إلاّ تَنازَعُني صلٌّ وحِرْباءُ |
وما ذكرتُكِ إلاّ خِفتُ تَفضحُني |
صبابةٌ في مَطاوي السِّرِ خَرساءُ |
يا ثورةً في ضَميري لا تُهادنُني |
لن أرْعوي... إنَّ عَينَ الحُبِّ عَمياءُ |
جُوري على مَدمعي، جُوري على كَبِدي |
لَظاكِ بردٌ على رُوحي وأَنداءُ |
ما أَكرَم الجُرح يَهمي من عَوارِفِهِ |
شعرٌ وتَعبقُ مِن دُنياه أَضواءُ |
طهّرتُ قلبيَ مِن رِجسٍ ومن دَنَسٍ |
فمُهجتي عن نِداءِ اللَّحمِ صَماءُ |
نجواي في الحبِ كالتَّسبيحِ طاهرةٌ |
ونظرتي كُشعاعِ الشَّمسِ عذراءُ |
* * * |
غلواءُ بعدَ غَدٍ في الأَيكِ مَوعِدُنا |
لا لن تَخونَ هزارَ الشعرِ ورقاءُ |
دارُ الطُّفولةِ للمشتاقِ غاليةٌ |
تُرابها ذهبٌ والماءُ صهباءُ |
لكنَّ دارَ الهَوى أَغلى... ومعذرةً |
يا مسقطَ الرأسِ، إنَّ البُعدَ نسَّاءُ |
يا قائدَ الرَّكبِ أَحلامي قدْ انطفأتْ |
إلاَّ بصيصاً فلا تخنقْه ظَلماءُ |
لا فَرَّجَ اللهُ عن دُنياكَ كُربَتَهَا |
إنْ لمْ تعُدْ في مطلِّ الرَّكبِ غَلواءُ! |