شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في دَوْلةِ الحَرْفِ
في مهرجان مجلة المراحل البرازيلية، سنة 1971
كُلُّ مجدٍ يا حَرفُ زائلْ
فتخطَّرْ على الرُّبى وَالمعَاقلْ
طَاولِ الشمسَ، لن يَعِيبَك زارٍ
ما تطاولتَ، أَو يلومَكَ عاذلْ
يَقبِسُ الفجرُ من سَناكَ وتُروى
بِندَاك الحقولُ، وهي ذَوابِلْ
عَبثاً يكتُب الحُسامُ فُصُولاً
شَطَّتِ الدَّارُ بين آسٍ وقَاتِلْ
أكلَ الدَّهرُ وائلاً... وتَسامى
فوقَ هَامِ الدُّهُورِ شاعرُ وائلْ
أنت للحبِ والفضيلةِ حِصنٌ
تتَّقِيهِ زَمازِمٌ وزَلازِلْ
خَفَضَتْ رَأْسَها لديكَ قرومٌ
وترامتْ على يديكَ العَواهلْ
لم تَقُمْ دعوةٌ إِلى مَلكوتِ -
الحقِّ إلاَّ نَشرتَها في المجاهِلْ
لا تُبالي بقوةٍ تَتحَدَّاكَ -
ولا تَخفضِ الجناحَ لِباطلْ
شرُّ أَعدائِك الَّذينَ استَهانوا
بالتُّراثِ الذي يموجُ فَضائِلْ
شَوَّهوا صَفحَة البَيانِ وهَاموا
بالرَّطاناتِ بين هَاذٍ وهَازلْ
قصَّروا – عادةَ الهَواجنِ – في الشَّوطِ
فثاروا على العُرابِ الأَصائِلْ
لا يُجيدُونَ غَيرَ نَظمِ الأَحاجي
والتَّعالي السَّخيفِ في غيرِ طَائلْ
يشترُونَ المديحَ طَوراً، وطَوراً
يَستمدُّونَه بأزرَى الوَسائلْ
زَعموا أنهم يَقُولونَ شِعراً
برىءَ الشِّعرُ مَن دَعِيٍّ وواغلْ
ليسَ هذا التَّهريجُ شِعراً وإلاَّ
حُسبَ الهَارِفُونَ بينَ الفَطاحِلْ
كيف يستعذبُ الأُجاجَ لِسانٌ
ويَطيبُ الترابُ في فَمِ آكلْ
إِيهِ يا حرفُ قد رَفعناكَ بَنداً
ومشيْنَا على هُداكَ قَوافلْ
أنت نورٌ فيا غيومُ تَدجّي
وربيعٌ فهللي يا خَمائلْ
كُلُّ مُلكٍ إِلى الفَناءِ... وتَبقى
شامخَ الأَنفِ رَغمَ أَنفِ النَّوازِلْ
* * *
يا رِفاقَ الطَّريقِِ من مَكانٍ
للزرازيرِ بين سَرْبِ البَلابلْ
يشهدُ اللهُ ما تَلَكَّأْتُ لكنْ
كيفَ يمشي مُقيَّدٌ بالسلاسلْ؟
حثّني واجبُ الوَفاءِ إِليكمْ
وثنتْني مِنَ الحَياةِ شواغلْ
أنا في بابلٍ فإِنْ أَثقلَ العيُّ -
لِساني فتلك عقدةُ بَابلْ
أَدِركُوني بديمةٍ من نَداكم
أنا ظامٍ وليسَ في الأُفقِ وابِلْ
إِنْ تَكُنْ جُعبتي مِنَ الشِّعرِ قفراءَ -
فروُحي مَلأى وقلبيَ آهلْ
يا إِلهي أَطِلقْ لِساني وإِلاَّ
لستُ في حاجةٍ لأَلثغَ خَاملْ
هاجَني الشَّوقُ يا رِفاقي إِليكُمْ
ليتَكُمْ تحملونَ ما أَنَا حَامِلْ
حبَستْني نوائبُ الدَّهرِ عَنكُم
كُلَّما اجتَزْتُ حَائلاً جَدَّ حائلْ
ليتني بينكُم فأَرقُصُ زَهواً
وأُغني في مهرجانِ المَراحلْ
ماريانا ومَا ذكرناكِ إِلاَّ
رَقصَتْ نجمةٌ وصَفَّقَ هَادلْ
سَلِمتْ كَفُّكِ السَّخيةُ تَهمي
أُقحواناً على الرُّبى وسَنابِلْ
رَفَعتْ للقَريضِ صَرحاً وشَادتْ
هَيكلاً لِلجمالِ بينَ الهَياكِلْ
اللِّواءُ الذي انطوى نَشَرتْهُ
وأعادتْ عَهدَ الشُّموسِ الأَوافِلْ
عزَّ في ظِلِّكِ البَيانُ، فمَرحى
للطُّموحِ الذي يَزينُ المحَافِلْ
* * *
يا رِفاقي أرسلتُ قلبي إِليكم
آهِ لو تَسبرونَ غَورَ الرَّسائِل!
اُعذُروني إِذا تَلجلجَ صَوتي
مِنْ حياءٍ، فليسَ في النَّاسِ كَاملْ
بُورِكَ الحَرفُ سُلَّماً للمعالي
إنَّ مَن يعشَقِ المعالي قَلائلْ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :369  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 166 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.