| لَولا المِلاحُ وسِحرُهُنَّ لمَا |
| عَرَفَ البَشاشةَ في الهَةى ثَغرُ |
| كلاَّ ولا هَبَّ النَّسيمُ ولا |
| لاحتْ ذكاءُ ولا زكتْ خمرُ |
| الكونُ طوعُ بَنانِهنَّ فإنْ |
| شِئنَ استقرَّ الأَمنُ واليُسرُ |
| والحسنُ أَمَّرهنَّ فاتَّضعتْ |
| شُمُّ الأُنوفِ وطَأطَأ الدَّهرُ |
| فلَكم شَفَينَ مِن القنوطِ فتىً |
| عزَّ العَزاءُ لَديهِ والصَّبرُ |
| ولكم أَعدنَ إِلى الهُدى رجُلاً |
| أعمى نهاهُ الغَيُّ والشرُّ |
| ولكمْ جَعلنَ مِن البخيلِ يداً |
| يَحلو لديها البذْلُ والبَذَرُ |
| قالوا الرجالُ فقلتُ من مُدرٍ |
| أما النساءُ فأَصلُها تِبرُ |
| * * * |
| بأَبي ورُوحي مَن إِذا ابتسمتْ |
| أَيقنتُ أَنَّ الكونَ يفترُّ |
| ما كنتُ أعرِفُ قبلَ رُؤيَتِها |
| ما السِّحرُّ أَو مَا يَفعلُ السِّحرُ |
| فالطيرُ إنْ تَصدحْ بأيكتِهَا |
| فلكي يحلَّ بصدرِها الزَّهرُ |
| والبدرُ إِنْ يطلعْ وقد رَقَدتْ |
| فلكي يقبّل ثغرَهَا البدرُ |
| هَامَ الجمالُ بها فأَلبَسَها |
| ثوباً تمنَّى بعضَهُ الفجرُ |
| والشِّعرُ جُنَّ بها فَضحكتُها |
| شعرٌ، وهِزَّةُ خصرِهَا شعرُ |
| * * * |
| قالوا سلتْكَ فَقلتُ ويْحَكُمُ |
| ما مِن طِباعِ حَمامتي الغدرُ |
| أَنا شاعرُ الإِلهامِ ما رَقصتْ |
| إلاَّ على نَغماتيَ الزهرُ |
| أفبالغرابِ تبيعُ بُلبلَها |
| غلواءُ كم في قولِهم هَذَرُ! |
| وَهَبوا رَمتْني بالعُقوقِ فما |
| في صُنعِها جَورٌ ولا وزرُ |
| فالوردُ لَولا الشوكُ يَحرُسُهُ |
| مَا ضَاعَ من أردانِهِ العِطرُ! |