| هَزَّت قوافيكَ قَلبي فانثنى جَذِلاً |
| يا أكرمَ النَّاسِ كم ألبستَني حُللا! |
| مالي وللنَّاعِبِ النَّاعِي أُصانِعُهُ |
| إنَّ الغُرابَ لمرذُولٌ ولَوْ هَدَلا |
| عَدَتْ عَلَيَّ صُروفُ الدَّهرِ تَنهشُني |
| فجئتَ تدفعُ عَنِّي الخوفَ والوَجَلا |
| أَنعشتَ لي أملاً ماتتْ بشاشتُه |
| تُحيي شَبابيَ أَنْ أَنْعشتَ لِي أَملا |
| يا مَن يُباهي بِما يَجنيهِ مِن ذَهَبٍ |
| لا يَرفعُ المالُ مَنْ لمْ يَرتفِعْ عَملا |
| شتَّان بينَ جَناحٍ في التُّرابِ حَبَا |
| مقيَّداً، وجناحٍ في السَّماءِ عَلا |
| أَنا الغنيُّ بأصحَابي فوَاخَجَلي |
| أَلاَّ أَزلَّ إِذا هُم قَارفُوا الزَّلَلا |
| أَذُودُ عَنهم بِصدْري إِنْ أَلمَّ بِهمْ |
| ما يَكرهونَ، وألقى صَابَهم عَسلا |
| كرَّستُ لِلشعرِ عُمري لا أَخونُ لهُ |
| عَهداً ولا أرتضي في حُبِّهِ بَدلا |
| أَثورُ إِنْ مَسَّهُ ضيمٌ، وأكْرَهُ أَنْ |
| يَجني عليه الشُّعوبِيُّونَ والدُّخَلا |
| قُلْ لِلذينَ على أمْجَادِهِ وَغَلُوا |
| طَريقُ عَبقرَ مسدودٌ لمن وَغلا |
| لِيبَرأ الشِّعرُ مِن رَهطٍ إذا نَظموا |
| غضَّ البيانُ هَواناً وانطوى خَجلاً |
| خنافسٌ غَرَّهمْ أنَّ المَجالَ خَلا |
| من الفُحولِ، فَصالوا في المَجالِ خَلا |
| يا دَولةَ الشِّعرِ هذا نحنُ فانتفِضِي |
| لقدْ فَرشْنَا لك الأَرواحَ والمُقَلا |
| إن اللِّواءَ الذي أَعلَتْهُ رابطةٌ |
| على الشمالِ، إِلى آفاقِنا انتقَلا |
| هيهاتَ نَرضى بأَنْ تَجني عليه يدٌ |
| ما دامَ فينا يدٌ تستوقفُ الدُّخَلا |