شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مُنَضِّدُ الحُروفِ
حَيِّ المنضِّدَ في زَريِّ ثِيابِهِ
والجمْ غَرورَكَ إنْ وَقفتَ ببابهِ
لا تَخْشَيَنَّ عَلى يَديكَ خِضَابَهُ
كم شعَّ نورٌ مِن سَوادِ خِضابِهِ
هَذي اليدُ السَّوْداءُ أَنقى من يَدٍ
بيضاءَ دنَّسهَا الحَرامُ بِعابِهِ
عيبٌ عليك إِذا قرأْتَ صحيفةً
أَلاَّ تمجِّدَه على أتعَابِهِ
بالرُّوحِ نَظرتُهُ يموجُ بها الأَسى
وتشيرُ حَيْرتُها إِلى أوصَابِهِ
خَنقَ الإِباءُ دموعَه فَتَفجَّرتْ
في صَدرِهِ ناراً وفي أَعصابِهِ
اللَّيلُ يعلمُ وحدَه كمْ زَفرةٍ
خَرسَاءَ أطلقَهَا على مِحرابِهِ
يا سَافحاً بَينَ المَطابِعِ قَلبَهُ
ومُجازِفاً خلفَ الرؤى بِشبابِهِ
أَجنَيتَ من دُنياكَ إلاَّ عَلقماً
ومِن الرَّجاءِ الحُلْوِ غيرَ سَرابِه؟
ماذا فَناؤُك في محُيطٍ جاهلٍ
تَتَزاحمُ الأَطْماعُ في أََبوابِهِ
الشُّهرةُ الصَّفراءُ غَايةُ شَيبِهِ
والشَّهوةُ الحَمراءُ حُلمُ شبابِهِ
ضَاعتْ مَقاييسُ الفضيلةِ عِندَهُ
وجَرتْ نسورُ الفِكرِ خلفَ ذبابِهِ
لا تَرْجُ خيراً من زمانِكَ إِنَّه
ذئبٌ يَجيشُ الشرُّ في أنيابِه
أََمنَ القَويُّ المستبدُّ بَلاءَهُ،
وتعرَّضَ الحَمَلُ الوديعُ لِنَابِهِ
فكأَنَّهُ يطوي العُصورَ القَهقَرى
ليُعيدَ في الدُّنيَا شَريعةَ غَابِهِ
* * *
يا حَاملَ الأَغلاطِ عن شُعرائِهِ
ومُكفْكفَ الزَّلاَّتِ عن كُتَّابِهِ
لو كانَ عِندَ النَّاسِ إِنصافٌ لَما
ضاقتْ طريقُ الرِّزقِ عن طُلاَّبِهِ
لكِنَّهمْ ضَنُّوا فَعِشتَ بِفاقَةٍ
وتَكالبوا فعزفتَ عَن أَسبابِهِ
وتَجاهلوا قَدْرَ المُنَضِّدَ وهْو لا
ينفكُّ يغمرُهُمْ بفيضِ سَجابِهِ
يَغفو وَجلجلةُ الحديدِ بسمعِهِ
ويَفِيقُ والأورَاقُ ملءُ جِرابِهِ
لولاهُ لاندثرتْ حَضاراتٌ ولمْ
يفتحْ لنا التاريخُ صَدرَ كِتابِهِ
ولَكأَنَّ مَاضي النَّاسِ لغزاً مُبهماً
تتقاصرُ الأفهامُ دونَ حِجَابِهِ
ولماتَ ذِكرُ العَبقريِّ بموتِهِ
ومشى الفناءُ على العظيمِ النَّابِهِ
* * *
يا نابشَ الأَرماسِ ينفُخُ بينَهَا
رُوحَ الحياةِ على هَوانِ ثِيابِهِ
وكأنَّ يُوضَاسَ الخِيانةِ لم يَزَلْ
يَحبو إِليه بمكرِهِ وكِذَابِهِ
* * *
يا مُلتَقى الأَقلامِ دُونَكَ شَاعراً
لمْ ينسَ فَضْلَكَ رغمَ طُولِ غِيابِهِ
رَكِبَ الخيالَ إِلى حِماكَ يَحُثُّهُ
شوقُ المُحِبِّ سَعى إِلى أَحبابِهِ
فاجعلْ لهُ في بَابِ كُوخِكَ أَيْكَةً
يَسحبْ على "الإِيوان" ذيلَ إِهابِهِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :392  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 162 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل