شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ترنيمة للجمال
نادى الجمالُ فمَالي لا أُلَبِّيْهِ
هل ضاعَ قلبي في برية التيهِ؟
عجبتُ للشاعرِ الغِرّيدِ يُنكِرُه
وكان أعذبَ لحنٍ في أََغانيهِ
لا لم أخنْهُ ولكن خانني وَتَري
ولُذتُ بالشعرِ فاستعصتْ قوافيهِ
كأنني لم أَصُغْ في العمر قافيةً
ولم أَرِدْ معْ عروسِ الشعرِ واديهِ
وكيفَ يُعربُ من شَطَّتْ منازلُهُ
وأنفقَ العُمْرَ يبكيها وتبكيه؟
تُدنيهِ من حرِم الفُصحى سجيَّتُهُ
وموجةُ العُجمةِ العَجماءِ تُقصِيهِ
وكيف تَنْبُتُ في الصَّحراءِ زَنبقَةٌ
والرَّملُ يشربُ في كانونِ جاريه
ليَشهدَ الحُسنُ أنِّي مِن صنَائِعِهِ
ويَعلمَ الحبُّ أَني مِن مَوالِيهِ
يَلُومُني في هَوى غَلواءِ ذو عَمَهٍ
فقلتُ يَا حُلوَةَ الحلُواتِ دَاويهِ
إنْ كانَ قيسُكِ مَن ضَلَّتْ به قَدمٌ
فليبقْ في الغيّ، بل زِيدِيهِ زِيدِيهِ
ما حَاجتي لفؤادٍ لا يُحرِّكُهُ
طرفٌ أُناغِيهِ أََو طَيفٌ أُناجِيهِ
لا دَمْعَ أعذبُ من دَمعٍ يُفَجَّرُهُ
بينَ الجوانحِ وَجْدٌ عَزَّ آسِيهِ
طَوى التُّرابُ عُصوراً ما لَها عَدَدٌ
وظَلَّ مَجنونُ لَيلى لَيسَ يَطويهِ
* * *
قالوا الجَّمالُ جَمالَ النَّفسِ، قُلتُ لَهم
إِني لأَهواهُ في شَتَّى مَعانِيهِ
أَهْواهُ في النَّفسِ صَفَّى الحُبُّ جَوهَرَهَا
وزانَهَا بعُقُودٍ مِن لآلِيهِ
أَهواهُ في الجِسْمِ يَزهُو في مَفاتِنِهِ
سيَّانَ عِنديَ بَاديِهِ وخَافيهِ
أَهواهُ في الزَّهرِ أَستنشي نَوافِحَهُ
رِيّاً وفي الشَّوكِ يُدميني وأحميهِ
أَهْواهُ في الجَدولِ الرَّقراقِ دَندنةً
وفي الخِضَمِّ هَديراً في نَوازِيهِ
أَهْواهُ في البُومِ يَبكي في خَرائِبهِ
وفي الهزَارِ يُغنِّي في مَغانِيهِ
أَهْواهُ في اللَّيلِ يَغشاني بِرهبَتِهِ
في الصَّباحِ تَغاوى في تَثَنِّيهِ
أَهْواهُ في الشَّعرِ مَوسيقى وعَاطفةً
وأُغمضُ الطَّرفَ عَن زَلاَّت رَاويهِ
أَهْواهُ ثَرثرةً في الطِّفلِ سَاذجةً
وفي حِكايةِ شَيخٍ ضَاعَ مَاضِيهِ
أَهْواهُ في الصَّيفِ رَيْحاناً وفَاكِهةً
وفي الشِّتاءِ ثُلوجاً في رَوابيهِ
أَهْواهُ في البَرِّ كُوخاً لا عِمادَ لَهُ
وفي المدينةِ قَصراً عَزَّ بَانِيهِ
لا حَدَّ للحُسنِ... إنَّ الكونَ مرتَعُهُ
أَجَلَّهُ اللهُ عن زَيْفٍ وتَمْويِهِ
عزَّتْ مجَانيهِ، لكن إِن مَددتَ يداً
بيضاءَ طاهرةً دانتْ مجانيهِ
وإنْ تَسامى عنِ الشهواتِ ذُو رَمدٍ
لم تَخفَ عن عَيْنِهِ أَخفى دَرَارِيهِ
* * *
يا خَالقَ الحُسنِ زِدْ من هِباتِكَ مَا
يُرضي عُلاكَ وَينهَاني عنِ التِيهِ
أَطِلقُ جَناحيَّ من أَسرِ التُّرابِ أَطِرْ
يَكادُ مَثواهُ في الأغَلالِ يُفنِيهِ
دَعني أُسَبِّحْ بما أَجزلتَ من مُتَعٍ
لِلنَّفسِ والطَّرفِ تُغريها وتُغرِيهِ
لمْ تَخلُ في الأَرضِ مِن نَعماكَ زاويةٌ
فكيف يَكفرُ حَيٌّ باسم بَارِيهِ؟
يا ربِّ أَنتَ سِراجي في الحَياةِ فإِنْ
لم تَهْدِ عَبْدَكَ قُلْ لي من سَيهدِيهِ؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :376  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 158 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.