شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ليلة الحب
عَيْناكِ نِبْراسان في ظُلمَاتي
يا حُلْوةً تَمْشي على حَدَقاتي
وَقَفَ البَيانُ لَدَيْهما مُتَلَجْلِجاً
وتَلَعْثَمَتْ مِنْ نَشْوةٍ كَلماتي
قَطْعاً لأَلْسِنَةِ الوُشاةِ، فإنَّهم
قَدْ هَوَّلوا بظُنونِهم غَزَواتي
خَبَّأُتُ طَيْفَكِ في حَنايا أضْلُعي
أتُراهُمُ اكْتَشَفُوهُ في نَظَراتي؟
ما كانَ أغْناني عَن اسْتِرْضائِهِمْ
لولا شَذاكِ يَفوحُ في نَفَحاتي
اللهُ كَمْ لي في هَواكِ قَصيدةٌ
لَمْ نَسْتَطِعْ تَجْسيدَها أَدَواتي
ماتَتْ على قَلَمي خَيالاً شارداً
ودَفَنْتُها لَهْفاً ببَطْنِ دَواتي
وَلَقدْ يكونُ الصَمْتُ أفْصَحَ لَهْجةً
مِنْ كلِّ ما في النُطْقِ مِن لَهجَاتِ
* * *
يا حُلْوَةَ العَيْنَيْن لَسْتُ بتائبٍ
عمَّا مَضَى، فازْدِدْنَ يا لَوْعاتي
إنْ تُبْتُ ما تابَ الفؤادُ ولا ارْعَوَتْ
نَفْسٌ تُمازِحُني على تَوْباتي
واهاً لِيَوْمٍ لا يَمُرُّ بخاطري
إلاَّ ذَكَتْ وتَجَدَّدَتْ غُصّاتي
يَوْمٌ مَحَا للدَّهْرِ كلَّ ذُنوبِهِ
عِنْدي، وضاعَفَ عِنْدَه زَلاَّتي
هاتَفْتِني فحَسِبْتُ أنيِّ حالمٌ
في يَقْظةٍ مَوْصولةٍ بسُباتِ
أوشَكْتُ مِنْ فَرَحي أُكَذِّب مَسْمَعي
وأشُكُّ – ممَّا نابني – في ذاتي
قُلْتِ التي تَحْكي... فقُلْتُ مُقاطِعاً
شَمْسُ الضُّحَى، بل حُلْوةُ الحُلْواتِ
لَكَأنَّ أطْيافَ الرّبيعَ تَنَاهَبَتْ
أطْيابُهُ لِزُهورِهِ النَّضِراتِ
لَكَأنَّ أحْرُفَه مَنائرُ أرْبَعٌ
تَهْدي بأنْوار الرَّجاءِ حَياتي
ما كُنْتُ أعْلَم قَبْلَ يَجْمَعُنا الهَوَى
أنَّ النَّعيمَ على مَدَى خُطَواتِ
* * *
يا حُلوَتي هَلْ تَذْكُرين لِقاءنا
في لَيلةٍ مَخْنوقةِ الأصْواتِ
خَرْساءُ يُسْمَعُ في مَطاوي صَمْتِها
ما تَهْمِسُ النَسَماتُ للنَّسَماتِ
أسْرَى الشِراعُ بنا على مُتَمَوّجٍ
مُتَعَرِّجٍ مُتَبَرِّجِ القَسَماتِ
يَجْري الهُوَينا... كلَّما عَصَفتْ به
يحٌ تَدَبَّر أمْرَها بأناةِ
للشِعْر والشُّعَراء بَعْضُ حَديثنا
ولبِعْضِنا ما شِئْتَ مِنْ ساعاتِ
حتى إذا امّحَت الحواجِزُ بَيْنَنَا
وتَخَبّأ الماضي وراءَ الآتي
وسَكِرْتُ مِنْ بِنْتِ الكُروم بأُخْتِها
- وأجَلُّها في الخَمْر عَنْ أخَوات -
أغَمَضْتُ جَفْني فَوْقَ نَحْرِك هانئاً
وغَفوْتِ هانئةً على قُبُلاتي
وَمَضَى الشِّراعُ يَشَقُّ غاشيةَ الدُّجَى
حتى الْتَقى والفَجْرُ في مرآةِ...
يا حُلْوتي لا تَحْزَني إنْ فَرَّقَتْ
أجْسادَنا غِيَرُ الزَّمان العاتي
هَيْهاتَ يَفْصِلُ - ما استبدَّ وما سَعَى-
رُوحَيْن ضَمَّهما الهَوَى... هَيْهاتِ!
آمَنْتُ، مُنْذُ جَنَيتُ أولَ قُبْلةٍ
بالحبِّ. إنَّ الحبَّ حَبْلُ نَجاتي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :385  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 148 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.