شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نار على علم
إلى يوسف الغريب، مترجم جبران إلى الإسبانية
لَبَّيْكَ باسْمِ عَشيرةِ القَلَمِ
لَبَّيْكَ يا ناراً على عَلَمِ
الشَّوْقُ حَثَّ إليكَ أجْنِحَتي
والحبُّ عَطَّر بالبيانِ فَمي
بَيْني وبَيْنَك ألْفُ رابطةٍ
أبْرَمْتُها وخَتَمْتُها بدَمي
تَرْتَدُّ عَنْها الرِّيحُ خائبةً
لَهْفي، فهَلْ تنْهارُ للنَسَمِ
يا مَنْ يُباهيني بثَرْوَتِه
باهَيْتَني بالهمِّ والسَّقَمِ
أنا لَوْ علمتَ، بألْفِ عافيةٍ
ما حاجَتي للشَّحْمِ والوَرَمِ؟
لَمْ تَلْتَفِتْ عَيْني إلى رُقَعٍ
تُغْري العُيونَ، ولا سَعَتْ قَدَمي
حَسْبي رِضَى غَلْواءَ تَغْمُرُني
بالدِّفْءِ، بالأضْواءِ، بالدِّيَمِ
أشْكُو فتَجْلُو بابْتِسامَتِها
ما اشْتَدَّ مِنْ غَمِّي ومِنْ غَسَمي
ماذا يُفيدُ المالُ صاحِبَه
إنْ لَمْ تَزِنْهُ فَضيلة الكَرَمِ
أنْشأْتُ سُوراً لا انْتِهاءَ لَهُ
بَيْني وبَيْنَ الشُّحِّ والنَّهَمِ
فَلْيَضْحَكِ العُقلاَء منْ عَمَهي
أنا عَنْ نَصائِحِهم لَفي صَمَمِ
طارَ الدَّجاجُ فحَطَّ في قَفَصٍ
وهَوَى العُقابُ فحَطَّ في القِمَمِ
* * *
يا كارِزاً باسْمِ العُروبةِ في
حَرَمِ البيانِ سَلِمْتَ للِحَرَمِ
حَبَّبْتَ جُبراناً لِقارِئِهِ
وَبَعَثْتَه مِنْ وَحْشَةِ الرَّجمِ
غَالَى الأُلَى هامُوا بثَوْرَتِه
وقَصَدْتَ، لَمْ تُبْرِئْ ولَمْ تَصِمِ
حسبوه في أوْهامِهِم صَنَماً
وغَسَلْتَ عَنْه وَصْمَةَ الصَّنَمِ
ماذا إذا اتَّهَمَتْكَ ألْسِنَةٌ
هَلْ يَسْلَمُ الموْهوبُ مِنْ تُهَمِ
قالُوا قَضَيْتَ العُمْرَ تَخْدِمُه
أتَرَى ظَفِرْتَ براتبِ الخَدَمِ
الشِّعْرُ لا يَرْقَى بقائِلهِ
والنَّثْرُ لا يُجْدِي سوَى النَّدَمِ
بار الكتابُ يُميتُ صاحِبَه
جُوعاً، وساءَتْ حِرْفَةُ القَلَم!
* * *
يا صاحِبِي دَعْهُم فَقَدْ خَبَطُوا
في ظُلْمَةٍ تُفْضي إلى ظُلَمِ
جُبْرانُ حَيٌّ في رَوائِعِه
وطَوَى الفَنَاءُ مُشَيَّدَ الهَرَمِ
دَعْهُمْ فقَدْ عَشِيَتْ عُيونُهُمُ
هَلْ يَطْرَبُ الأمواتُ للنَّغَمِ
مَنْ عاشَ للدينارِ يَعْبُدُه
هَيْهات يُدْرِكُ لذَّة الحُلُمِ
لا يَعْرِفُ الإِنسانُ خالِقَهُ
حتَّى يَذُوقَ مَرارَةَ الألَمِ
* * *
يا سَاهِراً بَيْنَ المحَابِرِ لَمْ
يَتْعَبْ ولَمْ يَسْأمْ ولَمْ يَنَمِ
عَلَمُ العُروبَةِ غَضَّ مِنْ خَجَلٍ
فانْشُرْ فَضَائِلَه على الأُمَمِ
يا صاحِبِي لا خَيْرَ في أدَبٍ
إنْ لَمْ يَكُنْ في خِدْمَةِ العَلَمِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :409  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 142 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج