شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صـلاة
لاحَ خَلْفَ الظلامِ فَجْرُ رَجائي
وتَعَالَى على أنيني غِنائي
وتَرَكْتُ الشَكْوَى لكلِّ ضَعيفٍ
ووَهَبْتُ البكاءَ للخَنْساءِ
ما انْتِفاعي بالدَّمْع يَحْجُبُ عنِّي
طَلْعَةَ الشَمس أو جَبين الفَضاءِ
أيُّ فَرْقٍ ما بَيْنَ عَيْنٍ تَرَى-
النورَ قَتاماً، ومُقْلَةٍ عَمْياءِ؟
أيُّ فَرْقٍ ما بَيْنَ وَرْقاء تأبَى
أنْ تُغَنِّي وبُومةٍ خَرْساءِ
أيُّ فَرْقٍ ما بَيْنَ روْضٍ وقَفْرٍ
إنْ خَلاَ الروضُ مِنْ شَذا وبهاء؟
تَشْرَحُ الصَّدْرَ بَسمةٌ ويُغذِّي
أملُ المُدْلِجينَ خَيْطُ ضِياءِ
ضَرَّسَتْني الأرْزاء مَداً وجَزْراً
ثمَّ قَرَّتْ غَوائلُ الأرْزاءِ
رُضْتُها بالجِلادِ حيناً وحيناً
رُضْتُها بابِتْسامة اسْتِعْلاءِ
لا يَحُلُّ القُنوطُ عُقْدَة هَمٍ
هل تُضاء الظَلْماء بالظَّلْماءِ؟
قَوِيَتْ شَوْكتي، ولكنَّ قَلْبي
- يَشْهَدُ الحبُّ – لَمْ يَخُنْ أصْدِقائي
أسْتَقي مِنْ غَديرهم عندما -
أصْدَى ومِنْ زادهِم أُعدُّ غِذائي
مَجْدُهم إنْ تَفاخَرَ الناس مَجْدي
وأساهمُ يَحُزُّ في أحشائي
جَوْهَرِي واحدٌ وإنْ شابَ فَوْدِي
لَمْ يَمَسَّ التَّغْييرُ إلاّ رِدائي
أنا بَيْنَ الرجاءِ واليأسِ ضَيَّعْتُ -
شبابي ولَمْ أُضيّع وفَائي
أتّقي الموتَ، أتّقيه ولكن
ألفُ أهْلاً ومَرْحباً بالقَضاءِ
سَوْفَ ألقاهُ بابتسامةِ راضٍ
أوَ لَيْسَتْ جُسومُنا للفَناءِ؟
مَنْ يَعِشْ خائفاً يَمُتْ كلَّ يَوْمٍ
يَعرفُ الموتَ مَنْ يَعِشْ بالرَّجاءِ
عِشْتُ بابني، وبابنه سوف يَحْيا
حَلَقاتٍ بَدَأنَ مِنْ حَوَّاءِ؟
إنْ تَكُنْ غايةُ المَطافِ خلُوداً
فلماذا خَوْفي، وفيمَ بُكائي؟
علَّمَتْني الحياةُ أنَّ عُبوسَ -
الوَجْهِ داءٌ يَلُمُّ بالضُّعَفاءِ
ضَلَّ مَنْ ظَنَّه علامةَ جَدٍّ
ووقارٍ. لا جَدَّ دونَ رُواءِ
تَرْتَوي الأرضُ في الشتاء ولكنْ
مَنْ رآها بشّاشةً للشتاءِ؟
قَلْبُها للربيعِ تَلْقاه بالطِّيب -
وتَمْشي إليه بالْلأْلإِ
دَمْعةُ الطِفْلِ حين يُولد شُكْرٌ
- في فَمِ الأمّ - خالِصٌ للسماءِ
لَوْ وَعَيْنا رُموزَها لَعَلِمْنا
أنَّها دَمْعةُ الرِّضَى والهَناءِ
أحْمَدُ اللهَ ما بَطِرْتُ بنُعْمَى
غَمَرتْني، ولَمْ أخَفْ مِنْ بلاءِ
لَيْسَ فَرْقُ ما بَيْنَ عَبْدٍ ومَوْلَى
فلماذا نعيشُ كالأعداءِ؟
يَسْتَوي السَّيِّدُ المتوّجُ في شَرْعي
- وراعٍ يَهيمُ في الصَّحْراءِ
كلُّ حيٍّ وإنْ تناءَتْ به الدار -
شَقيقي، وكلُّ ماءٍ مائي
لَيْسَ مَنْ يَمْلِكُ القُصورَ ثريّاً
راحةُ البالِ فَوْقَ كلِّ ثَراءِ
أنتَ يا ربُّ في الظلامِ سِراجي
ومَلاذي في ساعَةِ البَلْواءِ
أتحدَّى بك الخطوبَ ادْلَهَمّتْ
مِنْ أمامي وعَرْبَدَت مِنْ ورَائي
وأصوغُ النجومَ باسمكَ عِقْداً
تَتَغَاوى بلُبْسِه غَلْوائي
مَنْ لِرَهْطٍ إلى فُؤادي أحبّاءُ -
وإنْ أنْكروا عليَّ وَلائي
يَشْهَدُ اللَّهُ ما أسأتُ إليْهم
فلماذا يَهْدمون بِنَائي؟
ذُدْتُ عَنْ عِرْضِهم بغَيْرِ جَزاءٍ
واستَباحوا عِرْضِي بغَيْرِ حَياءِ
يزْرعون اللَّهيبَ والشَوْكَ في -
دَرْبي وأُلقي بدَرْبِهم أفْيائي
يَتَمَنَّوْن أنْ يُباكرني الموتُ -
وأدْعو لهم بطولِ البقاءِ
صابُهم في فَمي ألذُّ مِنَ الشَّهْدِ -
وصابٌ في كأسِهِمْ صَهْبائي
أتَبَاهَى بمَدْحِهم وأُغالِي
ويُباهون بَعْضهم بهِجائي
يا إلهي غَسَلْتُ قَلْبي مِنَ البَغْضاء -
فاغْسِلْ قُلوبَهم مِنْ وباءِ
زَعَموا أنَّني أُدَجِّل في الحبِّ -
فهَلاَّ سَقَيْتهم مِنْ إنائي؟
إنَّما الحِقْدُ تَوْأمُ اليَأسِ فاجْعَلْ
رايةَ الحبِّ فَوْقَ كلِّ لِواءِ!
* * *
يا إلهي إلَيْك أُزْجي صَلاتي
فَلْيَكُنْ عَفْوُك الجميلُ جَزائي
لَسْتُ أخْشَى الزمانَ ما دُمْتَ تَرْعَى
خُطُواتي وتَسْتَجيبُ دُعائي
لا تََعْ للقُنوطِ دَرْباً إلى قَلْبي -
وسيِّجْه بالسَّنا والسَّناءِ
آفتي أنْ يَخيبَ في الناس ظَنِّي
وعَزائي أنْ لا يَضيعَ عَزائي
كِبريائي مَرَّغتُها غَيْرَ آسٍ
بَيْن أيْدِيك فانْتَشَتْ كِبْريائي
عَرْبِدِي يا رياحُ فاللهُ دِرْعي
وأعِيدي ففي حِماهُ ثُوائي!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :385  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 140 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.