شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في محراب العروبة
أنشدت في مهرجـان أدبـي بمدينة توكومان، سنة 1977
ودَّعْتُ أهلاً إلى أهلٍ وأحبابِ
هَيْهاتَ أشْرَقُ بعدَ اليومِ بالصّابِ
يا قَلْبُ هذي جِنَانٌ في مفاتِنِها
وذاكَ إنْسانُ يَلْقانا على البابِ
هَبَّتْ علينا تُحيِّينا نوافِحُها
أزْكَى الطيوبِ أريجُ الشَيْقِ الصابي
أكادُ أسْتَوْطِئ الجَوْزاءَ مِنْ فَرحٍ
وأحْبِسُ الشمسَ في طيَّات أهدابي
غَفَرْتُ للدَهْرِ ما ألَقاهُ مِنْ عَنَتٍ
كُرْممَى لأعيُنِكم يا خَيْر أصحابي
وقُلْت للشامِخ الزاهي بقُوتِه
فاخِرْ بفضِلكَ لا بالظُّفْر والنَّاب
لا لَنْ أُزاحِمَ مَخْلوقاً على نَشَبٍ
قَصْرُ الخَوَرْنقَ يَستَخْذي لسِرْدابي
ولَنْ أطاولَ مَجْدوداً على حَسَبٍ
ألقابُ كِسْرى عبيدٌ عِنْدَ ألقابي
ما دامَ عِنْدي صَديقٌ أسْتَعِزُّ به
فلستُ أخشَى عَوادي حَظِّي النابي
يا فِتْيَةَ المَجْدِ أغْنَتْني محبَّتُكم
فلم تَسَعْني لِفَرْطِ الزَّهْوِ أثْوابي
أغرَقْتموني ببَحْرٍ مِنْ مَكارِمِكم
يا قَوْمُ رِفْقاً بهاذا المِشْعَل الخابي
لولاكمُ ما زَكا نَبْعي ولا ملأتْ
مجالِسُ السّمَر الشِعْريِّ أطيابي
أعْطَيْتُ لكنْ قليلاً مِنْ نوَافلكم
شَتَّان ما بَيْنَ كسّاب ووهَّابِ
لِتَربط الضادُ ما بيني وبَيْنكمُ
ويَجْمعُ الشوقُ غُيّاباً لغُيّابِ
إنَّ العروبةَ مِحْرابٌ نَلوذُ به
سَجَدْتُ لاسمِكَ يا رَبِّي بمِحْرابي
تَقْضي الكرامةُ أنْ نَحْمي كرامَتَها
في الرَّوْعِ مِنْ شَرِّ عَيّاثٍ وعَيّابِ
إنِّي لأعجَبُ مِنْ رَهْطِ يكيدُ لها
سِرّاً ويَتْركُها نَهْباً لنهَّاب
زَعانِفٌ كَفَروا بالأهْلِ وانْتَسَبوا
لواغِلينَ على الأوْطانِ أغْرابِ
قَدْ أرْخَصوها وأغْلتْهم فوا عَجَباً
كَمْ يُغْمِضُ الحبُّ عَيْنَيْه عن العابِ!
* * *
يا آلَ وُدِّيَ، والآمالُ تَجْمَعُنا
ونارُ أعصابِكُم تُسْري بأعصابي
مَهْما نَأَيْنا فلَنْ نَنْسَى ملاعِبَنا
دَمي ودَمْعي لأوطاني وأتْرابي
إنْ كان شرَّدني عن أَيْكها قَدَرٌ
ففي عُيونيَ رَيّاها وجِلْباني
ماذا أقولُ وقد شَلَّ الأسى قَلَمي
وضاعَفَتْ نكبةُ النَّكبَاتِ أوْصابي
بلادُنا في قُيودِ الذُّلِ راسِفَةٌ
وقادَةُ الفِكْر في لَهْوٍ وتَلْعاب
يُقاتلون على الأوهام بَعْضَهم
ويَنْحرون لأصنامٍ وأنْصابِ
يَجْني اليمينُ عليهم واليَسارُ مَعاً
شَأْنَ النِّعاجِ لِحَلاَّب وقَصَّابِ
ثارَ الجمَادُ وما ثارَتْ حَمِيَّتُهم
واخَجْلتا مِنْ عليٍّ وابنِ خَطّابِ
يا قَوْمُ كيفَ كَبَتْ أقدامُكُم وَنبَتْ
أسْيافُكُم، أتَسَلَّحْتُم بأخشابِ
اللهُ يَشْهدُ لم تَعْثُر لكم قَدَمٌ
لَوْ لَمْ يَكُنْ قَبْلها إيْمانكم كابي
أكلَّ يَوْمٍ صِراع في صُفوفكمُ
أو فِتْنَةٌ بين أحْزابٍ وأحْزابِ
أقْسَمْتُ لولا أبو الأحْرارِ يُنْقِذُكم
لكان تاريخكُم هُزْءاً لأذْنابِ
لَنَحْنُ جُنْدُك فارْتَعْ في ضمائرنا
ونَحْنُ زَنْدُك فاضْرِبْ غَيْرَ هَيَّاب
خَلّدْتَ وَثْبَةَ تشرينٍ فقُلْ لهم
غداً نعودُ غداً، لا بَعْدَ أحقابِ
إنْ لَمْ نُطَهِّرْ من الشُّذاذ تُرْبتَنَا
فَلْيَبْرأ المَجْدُ مِنْ سَوْطي وقِرْضابي
* * *
يا مَنْ فتَحْتُمْ لتكريمي قُلوبَكُمُ
إني فَتَحْتُ لكم قَلْبي وأبْوابي
ما زِلْتُ أحْسَبُ أنَّ الشِعْر سَفْسَطةٌ
حتَّى عَقَدْتُم بهام النَّجْم أسْباني
شُكْراً... ولو كافأتْ شكراً جَميلَكَمُ
جَعَلْتُ بَسْملتي: شُكْراً لأحبابي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :370  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 136 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج