شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تفاح لبنان
يا حُلوةَ الروحِ والعَيْنَين ما بَرِحَتْ
على شِفاهيَ مِنْ عَيْنَيْكِ آثارُ
أهْفُو إليكِ على بُعْدٍ، ويَحْمِلُني
إلى جِوارِك شَوْقٌ بَرْدُه نارُ
مُنْذُ افتَرَقْنا وقَلْبي لا عَزاءَ له
يا عامُ فرَّقْتَها هَلْ أنتَ أدْهارُ؟
تَصَرَّمَتْ بيننا الأسبابُ وانْقَطَعَتْ
رسائِلٌ تَحْمِلُ السَلْوى، وأخْبارُ
أبشُّ للناسِ زُوراً في مَجالِسِهم
فإنْ خَلَوْتُ بنفسي كِدْتُ أنْهارُ
ضاقَتْ بيَ الدارُ واعتلَّتْ بشَاشتُها
لولا غِيابُك ما ضاقَتْ بيَ الدارُ
كلُّ الملاحِ دُمَىً – إلاّكِ – في نَظَري
ما حيلتي في الهَوَى والقَلْبُ يَحْتارُ
قارورةٌ أنْت مِنْ عِطْرٍ ومِنْ عَبَقٍ
أستغفرُ اللهَ هَلْ سَوّاكِ عَطارُ؟
دارَيْتُ أهْلَكِ إكْراماً لحُلْوَتهم
ما كانَ أكْرَمَهم لَوْ أنَّهم دارُوا
إنْ كافُؤُوني على فَضْلٍ بسيّئةٍ
فإنَّ أشْواكَهم في العَيْن أزْهارُ
إنِّي لأُكْرِمُهُم عَنْ كلِّ شائبةٍ
وأدَّعي أنَّهم أَهْلي وإنْ جاروا
هَلْ تَذُكُرين وراءَ النَهْر خَلْوتَنَا
طَيْفَيْن يَنْضَحُنا بالطَّيب أيارُ
يَمْشي أدونيسُ في بُرْدَيَّ مُنتَفِخاً
زَهْواً وتَخْتالُ في بُرْدَيْكِ عِشْتارُ
نَغوصُ في الليل يَطْوِينا بِجُبَّته
كأنَّنا في ضَمير الليلِ أسْرارُ
للزَّهْرِ مِنْ حَوْلِنا غَمْزٌ ووَشْوَشَةٌ
وللنسائم جَوْلاتُ وأسْفارُ
لا ثَغْرُك العَذْبُ مَمْنوعٌ عليَّ، ولا
يَرُدُّ كفِّي عَنْ نَهْدَيْك إنْذارُ
نَغْفُو ونَصْحُو على آهٍ وقافيةٍ
فَلْيلُنا قُبَلٌ حَرَّى وأشْعارُ
لَيْتَ الذين تَمادَوا في مَلامَتنا
يَدْرُون أنَّ عبيدَ الحُبِّ أحْرارُ
تِلْكَ البُرَيْهات – رَدَّ الله غُرْبَتَها -
على ذُنوبِ لَيالي الشُؤمْ أعْذارُ
يا حُلْوَةَ الروحِ، يا شاميّةً نَثَرَتْ
في دَرْبِيَ الغارَ، يَفْديَ نَعْلَكِ الغارُ
ألْهَمْتِني مِنْ مَجاني عَبْقَرٍ دُرَراً
يكادُ يَحْسُدُها في المَجْدِ بشّارُ
ماذا أزيدُ على ما قُلتُ فيك وما
كَتَمْتُ عنك، وما غَنَّتْه أوتارُ
تُفاحُ لبنانَ مِنْ خَدَّيْك نَكْهَتُه
كَيْفَ السبيلُ إلى خَدَّيْك أشْتارُ؟
هَيْهاتَ! لَمْ يَبْقَ في الآفاق بارقةٌ
تُغْرَى بها النفسُ، أوْ تَغْتَرّ أبْصارُ
لذائذُ العُمْرِ يا غَلْواءُ قَدْ ذَهَبَتْ
وما تَبَقّى... فغَصَّات وأكْدارُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :393  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 134 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج