شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
براعم الفجر
إلى أطفال القرن الحادي والعشرين
يا صِغاري لا تَنْظُروا للوراءِ
نَحْنُ جيلُ الحضارة الحَمْراءِ
نحنُ جيلُ الفَناء نَبْني على الرَمْل -
فيَهْوي البناء إثْر البناءِ
نَدَّعي العِلْم وهْوَ منّا بَريءٌ
أيُّ عِلْم يَدْعو إلى البَغْضاءِ؟
وطَنِيَّاتُنا مَعارِضُ هَرْجٍ
وبُطولاتُنا مَلاقي هُراءِ
قَدْ زَرَعْنا طَرِيقَنا بالضحايا
وكَتبْنا تايخَنا بالدماءِ
لا تُعيروا أسْماعَكم لدعَاوانا -
فإنّا نعيشُ في الظَّلْماءِ
أقْعَدَتْنا الأوْهامُ وهي سُجونٌ
كيفَ يَسْعَى مُصَفَّدٌ للعَلاءِ
الجِدارُ الذي يُحَدِّد جَيليْنا -
ارْفَعوه ارْفَعوه للجَوْزاءِ
هَلْ سَمِعْتُم بما نُسمِّيه ديناً
جَلَّ عمّا يَشوبُه مِنْ رياءِ
قَدْ مَسْخْناه بِدْعَةٍ وضلالاً
وحَجَبْناه خَلْف ألْفِ غِشَاءِ
هَلْ سَمِعْتُم بما نُسمِّيه حَقاً
تلكَ أُضحوكةٌ على الضُعَفاءِ
صاحبُ الحقِّ مَنْ يَصول بأظفارٍ -
إذا لاذَ خَصْمُه بالرَّجاءِ
في قَواميسنا كلامٌ كثيرٌ
أنْتُمُ عنه في أشدِّ الغَناءِ
اطرْحوهُ للنارِ، فهْوَ بَلاءٌ
لا تَعِشْ بنيكم دَواعي البلاءِ
نَحْنُ نُؤْنا بالحِقْدِ جِسْماً ورُوحاً
فاجْعلوا الحبَّ دَرْبَكم للسماءِ
لا تَتيهوا بعِدَّةٍ وسِلاحٍ
لا تُداوَى أسبابُ داءٍ بداءِ
إنْ رَفَعْتُم على الرؤوس لِواءً
فلْيَكُنْ للإِخاء لا للعِداءِ
جُبِلَ الناسُ مِنْ تُرابٍ وماءٍ
فلماذا غرورُ ذي خُيَلاءِ؟
إنَّ مَنْ يَنْتَمي لهيِّ بنِ بيٍّ
مِثْلَ مَنْ يَنْتَمي "لماءِ السماءِ"
أيُّ فَرْقٍ بَيْنَ عَبْدٍ ومَوْلىً
كلُّنا يا بَنيَّ مِنْ حَواءِ
لَمْ يُخيَّرْ في خَلْقِه آدمي
يَرْحَمُ اللهُ شاعرَ الصَحْراءِ!
* * *
يا صِغاري ألاَ اكْسِروا ما اختَرَعْنا
مِنْ قُيودٍ ثَقيلةٍ نَكْراءِ
مِنْ حُدودٍ تَقولُ للشمسِ غيبي
عَنْ فَضاءٍ وأشرقي في فَضاءِ
مِنْ يَمينٍ يَسوقنا لِهَوانٍ
ويَسارٍ يَقُودنا لِفَناءِ
مِنْ خُرافاتِ دَعْوةٍ لِخِصامٍ
وسَخافاتِ غَضْبةٍ لنِداءِ
مِنْ دَواهي رَجعيّةٍ عَمْياءِ
ودَواعي ثَوْريةٍ رَعنْاءِ
مِنْ نَظام يَشُلُّ حُرِّيَةَ الفَرْدِ -
وفَوْضَى تُبيح كلَّ اعْتِداءِ
تَفْتَحُ الأرضُ للجميع ذِرَاعيْها -
فبادروا سِخَاءها بسَخاءِ
لا يَكُنْ بَعْضُكم لبعضٍ عَدُواً
كيفَ تَحْلُو الحياةُ للأعْداءِ؟
غَرَبَتْ شَمْسُنا وئيداً ولاحَتْ
شَمْسُكم في غُلالةٍ مِنْ ضِياءِ
فاحْذَروا يا بَراعِمَ الفَجْر أنْ -
تَجْني عليكم جَرائمُ الآباءِ
نَحْنُ ليلٌ مَضَى... فطِيبوا صَباحاً
وانظُروا للأمام، لا للوراءِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :394  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 133 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج