يا صِغاري لا تَنْظُروا للوراءِ |
نَحْنُ جيلُ الحضارة الحَمْراءِ |
نحنُ جيلُ الفَناء نَبْني على الرَمْل - |
فيَهْوي البناء إثْر البناءِ |
نَدَّعي العِلْم وهْوَ منّا بَريءٌ |
أيُّ عِلْم يَدْعو إلى البَغْضاءِ؟ |
وطَنِيَّاتُنا مَعارِضُ هَرْجٍ |
وبُطولاتُنا مَلاقي هُراءِ |
قَدْ زَرَعْنا طَرِيقَنا بالضحايا |
وكَتبْنا تايخَنا بالدماءِ |
لا تُعيروا أسْماعَكم لدعَاوانا - |
فإنّا نعيشُ في الظَّلْماءِ |
أقْعَدَتْنا الأوْهامُ وهي سُجونٌ |
كيفَ يَسْعَى مُصَفَّدٌ للعَلاءِ |
الجِدارُ الذي يُحَدِّد جَيليْنا - |
ارْفَعوه ارْفَعوه للجَوْزاءِ |
هَلْ سَمِعْتُم بما نُسمِّيه ديناً |
جَلَّ عمّا يَشوبُه مِنْ رياءِ |
قَدْ مَسْخْناه بِدْعَةٍ وضلالاً |
وحَجَبْناه خَلْف ألْفِ غِشَاءِ |
هَلْ سَمِعْتُم بما نُسمِّيه حَقاً |
تلكَ أُضحوكةٌ على الضُعَفاءِ |
صاحبُ الحقِّ مَنْ يَصول بأظفارٍ - |
إذا لاذَ خَصْمُه بالرَّجاءِ |
في قَواميسنا كلامٌ كثيرٌ |
أنْتُمُ عنه في أشدِّ الغَناءِ |
اطرْحوهُ للنارِ، فهْوَ بَلاءٌ |
لا تَعِشْ بنيكم دَواعي البلاءِ |
نَحْنُ نُؤْنا بالحِقْدِ جِسْماً ورُوحاً |
فاجْعلوا الحبَّ دَرْبَكم للسماءِ |
لا تَتيهوا بعِدَّةٍ وسِلاحٍ |
لا تُداوَى أسبابُ داءٍ بداءِ |
إنْ رَفَعْتُم على الرؤوس لِواءً |
فلْيَكُنْ للإِخاء لا للعِداءِ |
جُبِلَ الناسُ مِنْ تُرابٍ وماءٍ |
فلماذا غرورُ ذي خُيَلاءِ؟ |
إنَّ مَنْ يَنْتَمي لهيِّ بنِ بيٍّ |
مِثْلَ مَنْ يَنْتَمي "لماءِ السماءِ" |
أيُّ فَرْقٍ بَيْنَ عَبْدٍ ومَوْلىً |
كلُّنا يا بَنيَّ مِنْ حَواءِ |
لَمْ يُخيَّرْ في خَلْقِه آدمي |
يَرْحَمُ اللهُ شاعرَ الصَحْراءِ! |
* * * |
يا صِغاري ألاَ اكْسِروا ما اختَرَعْنا |
مِنْ قُيودٍ ثَقيلةٍ نَكْراءِ |
مِنْ حُدودٍ تَقولُ للشمسِ غيبي |
عَنْ فَضاءٍ وأشرقي في فَضاءِ |
مِنْ يَمينٍ يَسوقنا لِهَوانٍ |
ويَسارٍ يَقُودنا لِفَناءِ |
مِنْ خُرافاتِ دَعْوةٍ لِخِصامٍ |
وسَخافاتِ غَضْبةٍ لنِداءِ |
مِنْ دَواهي رَجعيّةٍ عَمْياءِ |
ودَواعي ثَوْريةٍ رَعنْاءِ |
مِنْ نَظام يَشُلُّ حُرِّيَةَ الفَرْدِ - |
وفَوْضَى تُبيح كلَّ اعْتِداءِ |
تَفْتَحُ الأرضُ للجميع ذِرَاعيْها - |
فبادروا سِخَاءها بسَخاءِ |
لا يَكُنْ بَعْضُكم لبعضٍ عَدُواً |
كيفَ تَحْلُو الحياةُ للأعْداءِ؟ |
غَرَبَتْ شَمْسُنا وئيداً ولاحَتْ |
شَمْسُكم في غُلالةٍ مِنْ ضِياءِ |
فاحْذَروا يا بَراعِمَ الفَجْر أنْ - |
تَجْني عليكم جَرائمُ الآباءِ |
نَحْنُ ليلٌ مَضَى... فطِيبوا صَباحاً |
وانظُروا للأمام، لا للوراءِ |