شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأديب
هامَ بالحَرْفِ وثَنَّى بالقَلَمْ
وَجنَى اللَّذة مِنْ كَرْم الألَمْ
حَسْبُه - والناسُ في شَهَواتِهِم -
كَسْرَةُ الخُبْزِ تَعالَتْ عَنْ وَصَمْ
شَبِعَتْ عَيْناه لكنْ رُوحُه
كلّما أطْعَمَها ازدادَتْ نَهَمْ
رَكِبَ الوَهْمَ إلى غاياتِهِ
بُورِك الوَهْمُ مَثاراً لِلْهِمَمْ
أزَّةُ الريشةِ في قِرْطاسِه
هِيَ في أسْماعه أحْلَى نَغَمْ
لَيْسَ يُغْريهِ نُفوذٌ وغِنىً
ولَقَد يأسُرُه طَرْفٌ وفَمْ
حَسْوَةُ الطائرِ تَكْفيه، فهَلْ
يَشْرَبُ البَحْرَ ويَسْتَجْدي الدِّيَمْ
لَذَّةُ العَيْشِ كِتابٌ عِنْدَه
يَنْشُر البَسْمَةَ في لَيْلِ السَأَمْ
إنْ يَنَمْ أتْرابُه في راحةٍ
أغْمَضَ الجَفْنَ ولكنْ لَمْ يَنَمْ
زَرَعَ الحُبَّ غِذاءً للوَرَى
وكَسَا الصَحْراءَ زَهْراً وَنسَمْ
عَشِقَ الحُسنَ ولكنْ مِثْلَما
تَعْشَقُ النَحْلَةُ رَيْحان الأكَمْ
كلُّ مَحْرومٍ أخوه، ولَئِنْ
شَطَّ داراً ولِساناً وعَلَمْ
يُحْسِنُ الظَنَّ، ولا تُورِثُه
خَيْبَةُ الظَنِّ انْكِماشاً أوْ نَدَمْ
جُودُه الجودُ الذي لا يَبْتَدي
بأخٍ كيْ يَنْتَهي عِنْدَ ابنِ عَمْ
هُوَ كالشَمسِ إذا ما طَلَعَتْ
خَطَرَتْ بَيْنَ وِهادٍ وقِمَمْ
ليسَ مَنْ يَبْذُلُ مِنْ صُنْدوِقه
مِثْلَ مَنْ يَبْذُلُ مِنْ دَمْعٍ ودَمْ
رِقَّةُ العَذْراءِ، في بَسْمَتِه
إذا ثارَ فقُلْ هاجَ الأجَمْ
قاصِماتُ الظَهْرِ لا تَشْغَلُه
وَلَقدْ يَشْغَلُه طَيْفٌ ألَمْ
وانْطِفاء البَدْرِ لا يُؤْلِمُه
وَلَقدْ يُبْكيه عُصْفورٌ وَجَمْ
قَلْبُه كَرْمٌ على دَرْبٍ فلا
تَرْتَجِفْ كَفٌّ ولا تَنْكُصْ قَدَمْ
وسِعَ الدُّنْيا على علاتِها
لمْ يَضِقْ ذَرْعاً ولَم يَبْرُمْ ولِم
نَهَلَ الأخْيارُ مِنْهُ فارْتَوَى
ولَها الأشْرارُ فيه فابْتَسَمْ
ألِفَ الهَمَّ فلَوْ فارَقَهُ
حَلَّ فيه لِفِراقِ الهَمِّ هَمْ
لا تسَسَلْ عَنْ أصْلِه أو فَصْلِه
أيُّ فَرْقٍ عُرْبٍ وعَجَمْ؟
إنَّه كلُّ أديبٍ مُؤْمِنٍ
رَفَعَ الحقَّ مَناراً للأُممْ
* * *
يا رَفيقَ الدَرْبِ جِئْنا نَحْتَفي
بالبيانِ اخْتالَ بالفِكْرِ انسَجَم
بيرَاعٍ قاطِعٍ في رأْيهِ
صادقِ اللَّهْجةِ في مَدْحٍ وذَمّ
قُلْ لمنْ يَنْعىَ علينا أنَّنا
في اختصامٍ كلَّما خَفَّ احْتَدَمْ
أُسْرةٌ نَحْنُ إذا ما اخْتَلَفَتْ
لمَّها بَيْتٌ وَضمَّتْها رَحِمْ
نَتَعادَى ثم نَنْسَى أنَّنا
قدْ تبادَلْنا الأهاجي والتُّهَمْ
قَدْ أقَمْنا للتآخي حَرَماً
وجَعَلْنا الحَرْفَ نبراسَ الحَرَمْ
إن ما تَهْدِمُه حِزْبيّةٌ
مِنْ حُصونِ الوِدِّ يَبْنيه القَلَمْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :516  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 130 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[صفحة في تاريخ الوطن: 2006]

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج