شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عروسُ الزهور
أقبلَ الرَّبيعُ يَختالُ في بُردين من نضارةٍ وشبابٍ، ولكن الشاعر لم يقع في موكبه على عروس الزهور وحيدتهِ سعاد، فكان مهرجان الربيع في نظره مأتماً باكياً.
سألتُكَ باسمِ سعاد
ترفّقْ بهذا الفؤادْ!
جراحي لا تستريحُ
أبين ضلوعي قتادْ؟
إلهي أجرني أغثني
فأنت الرَّحيمُ الجوادْ
ربيعي تبدَّى خريفاً
يَرينُ عليه السَّوادْ
وحُوِّلَ عيديَ مَبْكى
يغوصُ بثوبِ الحِدادْ
تلقّصَ ظلُ الهناءْ
وهاضَ جَناحي القضاءْ
بكيتُ لكي أتأسَّى
فزادَ أَساي البكاءْ
سعادُ أطليّ عليّ
ينضّر طريقي الرَّجاءْ
ثراكِ الزَّكيُّ سَمائي
تركتُ لغيري السَّماءْ
سفحتُ عليه فؤادي
وقلَّ عليك الفِداءْ
يُعَلِّلُني بالغدِ
رِفاقُ الشبابِ الندي
يقولونَ ليسَ الأَسى
بِمُغْنِ ولا مُسعدِ
فهلا فرشتَ الصَّباحَ
على ليلِك الأَسودِ؟
ألا من يقولُ لهم
صَباحيَ لم يُولدِ
أحاطتْ بقلبي الرَّزايا
وشلَّ البلاءُ يدي
طويتُ بِساطَ الشرابْ
وودعتُ عهدَ الشَّبابْ
فلا يُغْرِيَنِّي رجاءٌ
ولا يَخْدَعَنِّي سَرابْ!
كتابُ الحَياةِ فصولٌ
وهذا خِتامُ الكِتابْ
أأضحكُ بعدَ سُعادٍ
ويَروي غليلي سَحَابْ؟
شُغِلتْ إِذن بِثَراها
وأرخصتُ أَغلى ترابْ!
تعلَّقتُ هذا الكثيبْ
يضمُ رُفاتَ الحبيبْ
أُرطِّبُه بالدُّموعِ
وأونِسهُ بالنَّحيبْ
سعادُ أطلَّ الربيعُ
ولكن بوجهٍ كثيبْ
فأينَ عرُوسُ الزهورِ
يُضاحِكُها العَندليبْ؟
كلانا غريبُ الدِّيارِ
فهل من لقاءٍ قريب؟
أَنا وترٌ وانبترْ
وذاك حكمُ القدرْ
أَنا رَوضةٌ لا يرفُّ
على وجنتيْها زهَرْ
توالتْ عليها السَّمُومُ
وضنَّ عليها المطرْ
شقيتُ شقيتُ بقلبي
فيا ليتَ قلبي حَجَر
سعادُ ارفِقي بأَبِيكِ
لقد طَالَ هذا السَّفرْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :412  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 124 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

التوازن معيار جمالي

[تنظير وتطبيق على الآداب الإجتماعية في البيان النبوي: 2000]

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الرابع - النثر - مقالات منوعة في الفكر والمجتمع: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج