شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عيد سعاد
في ليلةٍ من ليالي كانون -قبل الفاجعة بستةِ أَيام- مر بعض الضَيْف بباب سعاد فتركوا لها عبداً أسودَ هدية عيد، فتشبثت به تشده إلى صدرها وتعطره بأَنفاسها، كأنها استشعرت مصيرها القريب فخافت أَن يفلت من يديها في رحلتها الأبدية.
يا عبدَها الأسود
هيَّجتَ آلامي
في وجهِكَ الأربد
وأدتَ أَحلامي
* * *
قد أَقفرَ العشُّ
من فرخِهِ المِمراحِ
وانتشرَ القَشُّ
في مَلعبِ الأرياحِ
* * *
والهيكلُ المهجور
في غمرةِ اليأسِ
يُطالع الدَّيجورْ
في بسمةِ الشمسِ
* * *
لا صوتَ لا نأمَه
لا هَزجَ سامر
مَنْ خَنقَ النَّغمه
في وَتَرِ الشاعرِ؟
* * *
من حوَّلَ البَسمةْ
في مُقلتي عَبرة؟
من أجَّجَ اللَّثمةْ
في شَفتي جَمرة؟
* * *
يا أسودَ الجلدِ يطوي في أَضَالعهِ
نفساً تماوجُ بالإِحساسِ دُنياها
إني لألمحُ في عينيك صُورَتَها
إني لأنشُقُ في خَديكَ ريَّاها
رتعتَ في ظِلّهِا يومين ثم ذوتْ
رَيْحَانةً يأخذُ الأَرواحَ مَرْآها
فهل تهزُّك أَشواقي لطلعتِها
وهل تُهيجُكَ حَسراتي لِلُقياها؟
وهل تسائلُ عنها كلَّ مائسةٍ
يجيش بالمِسك والكافورِ رِدنَاها؟
وحقِّ من عَطَّرَتْ خَديكَ قبلتُها
لأنتَ في نَظري أغلى هداياها
هبطتَ من شُرفةِ الأحلام فانفتحت
لك الجوانحُ واخضلَّتْ حَناياها
نزلتَ منا على أهلٍ فواخَجلي
ألاَّ ترانيَ طلقَ الوجهِ تَيَّاها
هاضت جَناحي صروفُ الدهرِ واشتركتْ
على بقايا دموعٍ جَفَّ مَجراهَا
يا أسودَ الجلدِ لا تعتُبْ على وَتَري
هل ينفثُ الجرحُ إلاَّ الآهَ والْوَاها؟
* * *
بالروح يا ابنَ المجوسِ
هذا السَّوادَ الجميلا
لا تعبسنَّ عُبوسي
فليس يُجدي فَتيلا
* * *
هيّا نناغِ سعاداً
لقدْ أطلَّت علينا
ألا تراها تَهادى
كالحُلمِ في مقلتينا؟
ألا تشمُّ شَذاها
في نَفحةِ الأُقحوانِ
ألا تحسُّ صَداها
في نغمة الكَروانِ؟
* * *
يكفيكَ تبكي عليها
سعادُ تحيا بروحي
فإنْ صبوتَ إليها
فافتحْ مطاوي جُروحي
* * *
هذي طيوفُ الصَّباحِ
على الروابي الكئيبة
فقُمْ نَرُشَّ الأقاحي
على ضَريحِ الحبيبة!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :400  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 123 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

سوانح وآراء

[في الأدب والأدباء: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج