شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سعـاد
حمل أيار -شهر الهوى والأمل- بشرى سعاد إلى قلب الشاعر، فوقعت عليه وقوع الندى على جفن الزهرة فجاشت نفسه بهذه الأهزوجة:
ضَحِكَ الصَّباحُ فَقلتُ لَولاها لَما ضَحِكَ الصَّباحْ
أَهلاً عرُوسَ الفَجْرِ، أهلاً بِالصَّباحةِ والصَّلاحْ
هَاضَ الأسى جُنحِي، فلمَّا جِئتِ طِرتُ بِلا جناحْ
وتكاثرتْ فيَّ الجراحُ فكنتِ برءاً لِلجِراحْ
* * *
أسُعادُ هلْ أحلى من اسمكِ بين أسماءِ البشرْ؟
لكأنَّه أُهزوجةٌ نشوى على شَفَةِ الوَترْ
لَكأنَّهُ نجوى النَّسيم يَهُزُّ أعطَافَ الشَّجرْ
لكأنَّه قُبَلُ النَّدى تنسابُ مَا بين الزَّهَرْ
* * *
ماذا بُكاؤكِ يا سُعادُ وعينُ أُمِّكِ سَاهِره
غَيْرى تُنهنهُ عن سريرِكِ كلَّ عينٍ شازِره
سلِمتْ يداكِ، لقد أقلتِ لها الأماني العاثره!
وبعثتِ مِن آمالِها ما ليسَ تُدركُ آخره
* * *
هذا ملاكُكِ فارتعي في ظِلِّهِ الضَّافي الظَّليلْ
واستمْتِعي مِنه بأَزكى من شذا الورد البليلْ
ما أهونَ الأخطارَ يدفعُ شرَّها هذا الدليلْ!
ما أقربَ القَصْد البعيد وأيسرَ العِبء الجليلْ!
* * *
يا قُرَّةَ العينين غَنِّي واضْحَكي وَتَهللي
وتدللي ما شئتِ "يا أُولى فِراخِ البلبلِ"
إنِّي اتخذتُكِ سلوتي وجعلتُ مَهدَكِ منزلي
"ما الحبُّ لو تدرين إلاَّ للحبيبِ الأَوَّلِ"
* * *
هلاَّ شدوتِ معَ البلابلِ في الصَّباحِ وفي المَسَا
وتركتِ للغربانِ أَلحانَ التشاؤمِ والأَسى
فَرَشَتْ يَدُ الرَّحمانِ دربَكِ يا رجائي نَرجسا!
وكساكِ من حُلَلِ السَّعَادةِ كلَّ يومٍ بُرنُسَا!
* * *
نامي على أهدابِ عَيْني إِنْ نَبا بِكِ مرقَدُ
أفْديكِ من نُوَبِ الزَّمَانِ بكُلِّ مَا مَلَكتْ يدُ
لَولاكِ لمْ تَحْلُ الحَياةُ ولم يَطِبْ لِيَ موردُ
نَضَّرْتِ آمالي فبشَّ على طريقي الفَدفدُ
* * *
إني لأَقرأُ في جَبِيِنكِ سِفْرَ مَاضِيَّ البعيدِ
وأَرى على عينيكِ بارقتينِ من حُلُمي الشَّريدِ
ضحكتْ لِيَ الدُّنْيا فوافَرَحي بمقدمِكِ السَّعيدِ!
اليومَ توقظني المنى اليومَ أُولدُ من جديدِ!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :3919  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 118 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.