شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شاعر الزهر
في استقبال الشاعر أحمد سليمان الأحمد، سنة 1948
اسْكُبي في ربَابيَ الأنْغاما
وامْلَئي رَوْضَتِي نَدىً وسَلاما
رَبَّةَ الشِّعْر بَيْننا لَوْ تَذَكَّرْ
تِ ذِمامٌ، فلا تَخوني الذِّماما!
أَوَ لاَ تَذكُرين بَيْنَ مَواليكِ
غُلاماً مُتَيَّماً مُسْتهاما؟
يَسْهَرُ الليل والأنامُ نِيامٌ
فإذا نامَ لَيْلةً فلِماما
حائر الخَطْو كلَّما لاحَ نَجْمٌ
ودَّ لَوْ يَمْتَطي إليه الظَّلاما
همُّه أنْ يحومَ حَوْل غَدِيرٍ
يُوقظُ الشِّعْرَ فيه والإِلْهاما
أو يُؤاسي حَمامةً تَتَباكى
أو يُداوي فَراشةً تَتَرامَى
أنا ذاكَ الغلامُ شَبَّ، ولكنْ
لَمْ يَزَلْ مثلما عَهِدْتِ غُلاما
قَدْ شَرِبْتُ الحياةَ شَهْداً وصَاباً
وَتَعرّفتُها سَناً وقَتاما
فسَليها هَلْ أبْطَرَتْنِي نُعْمَى
أوْ تحوّلتُ صَبْوةً وغَراما
وَسليها هل ضَعْضَعَتْني بُؤْسَى
أوْ أماتَتْ على لِساني البُغاما
أنا في حالتيّ قَلْبٌ يُغَنِّي
وخَيالٌ يُسامرِ الأحْلاما
أعْشَقُ الحُسْنَ في الخُدُودِ وفي الشَّعْرِ، وأهواه في النَّدَى والخُزامى
مَنْ يَكُنْ للنُّضَار صلَّى، فإني
شاعرٌ للجَمال صلَّى وحاما
* * *
شاعر الزَّهْر والنَّدَى خَشَع الركْب – فهلاّ وَقَفْتَ فينا إماما
هاجَا الشَّوْقُ للشآم فكبِّرْ
ثمَّ كَبِّرْ إذا ذكَرْتَ الشآما
نحنُ مِنْ رَوْضها حَسَاسينُ ذَرَّتْها رياحُ النَّوَى فهامَتْ يَتامَى
لَمْ نَخُنْ عَهْدَها وإنْ شَطَّتِ الدارُ ولَمْ نألُ في هَواها هُياما
هِيَ نَجْوى الفُؤاد إنْ سَهِدَ الجَفْن ورُؤيا الخيالِ إنْ هُوَ ناما
* * *
بَرَدَى – والزمانُ قَيَّدَ خَطْوي
وَثَنَى عارِضي فحالَ جَهاما -
ظَمئ القَلْبُ مُنْذُ فارقَ شَطَّيْك.
فَمنْذا يَبُلُّ فيه الأُواما؟
واحَنيني إليك تَفْرُش للغيدِ
بِساطاً وَتَحْتفي بالنَّدامى
وَترُدّ المواتَ قُوتاً ورَيّاً
والبَوادي نَضارةً وابْتساما
* * *
شاعرَ الزَّهْر والنَّدَى لا تَلُمْني
إنْ تَحُلْ بَسْمتي جَوىً وضِراما.
أنْتَ أطلقْتَ مِنْ محابِسهِ الدَّ
معَ وفَجّرت هَمْستي آلاما
لاحَتِ الشامُ في مُحَيّاك رَوْضاً.
وعلى نايك ازْدَهَتْ أنغاما!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :371  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 111 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.