شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كنارة الشِّعر
في تكريم الأرْز حنينه ضاهر
صَفّق الرَّوْضُ داعياً أطْيارهْ
حينَ رَفَّتْ على الغُصونِ الكَنارهْ.
رَكِبَتْ صَهْوةَ الفَضَاء إليه
فاسْتَكَانَتْ رِياحُه الهَدّارهْ
وتَبارَتْ نُجُومُه تَنْثُر الزَّهْرَ
نديّاً على طَريق "المَنارهْ"
يا بنةَ الأرْز لا تَلومي انْكماشي.
أيُّ جَدْوَى في الألْسُنِ الثَّرْثَارَهْ؟.
أصْدَقُ الشِّعْر مَا تَلَجْلَج في الصَّدْرِ.
وأعْفَى على فَم القَيْثارهْ
في حنايا أضالِعي ألْف لَحْنٍ
خَنَقَتْهَا على لَهاتي التِّجارَهْ
هَاجَمتْني هُمُومُها غَيْرَ أنِّي
أتحدّاها غارةً تِلْوَ غارَةْ
أَنا بالجسمِ في التُّرابِ ورُوحي.
تَتَخَطَّى الكَواكبَ الدَّوّارَهْ
أطْلَقَتْني غَلْواء في أيْكَةِ الشِّعْرِ
هَزاراً صَبّاً يُناغي هَزارَهْ
أنا لولاها ما سِهْرْتُ على الحَرْفِ.
ولا دَغْدَغَتْ يَدي أوْتارَه
نغَماتي مِنْ وَحْيِهَا وطُيوبي
نَفْحةٌ مِنْ جِنانها المِعْطارَه
نامَ قَلْبِي على مسابِلِ جَفْنَيْها
وألْقَى في صَدْرِها أسْرارَه
* * *
يا ابنة الأرْزِ – والجَوانِح ظَمْأى.
أدْركينا بالديمةِ المِدْرارهْ
سَلِمَتْ هذه الأناملُ تَكْسُو
وَحْشَةَ الليلِ بَهْجَةً ونَضَارَهْ
وتَرُشُّ العبيرَ في مَوْكِبِ الفَجْر.
وتُغْري بسِحْرها أزْهارَه
وَترُدُّ الصَّحْراء حَقْلاً سَحِياً
نَتَملَّى غِراسَه وثِمارَهْ
وتُنيرُ الرَّجاءَ في مُهْجَةِ الشِّعْرِ
وتَجْلُو عَنِ وَجْهِهِ أكْدارَه
جِئِتُ لا خائِفاً ولا مُسْتَريباً
يُخْطئ الرِّبْحَ مَنْ يَخافُ الخَسَارَهْ.
جِئتُ أشكو إليك شِعْراً هَجيناً.
ولَدَتْه هَجينةٌ هَذّارَهْ
ليسَ فيه مِنَ العَراقَة إلاّ
نَسَبٌ يَنْتهي إلى خُنْفشارَهْ
شاهَ مَبْنىً وشاهَ مَعْنىً وأعْيا
ضارِبَ الرَّمْل أنْ يَخوضَ غِمارَهْ.
يَنْتَقي اللَّفَظَةَ السَّقيمة ثَوْباً
ويُغذِّي قُرّاءَه بالحِجارَهْ
فَرَضَتْه صَحافةٌ كانَ أوْلَى
أنْ تُسمَّى سَخافةً سَيّارَه
يا بُغاثَ القَريضِ أحْرَجْتُمُونا
لَمْ نَثُرْ لَو فَهِمْتُمُ بالإِشارَهْ
ليسَ هذا الذي تَلوكُون شِعْراً.
أنا أدْعُوه في البَيان دَعارَهْ
يَجْرَع الناسُ منه سُمّاً زعافاً
فارْحَموا الناسَ واحْبِسوا أخْطارَه.
يَشْهدُ اللهُ لَمْ نُحارِبْه لَوْ لَمْ
تَحْمِلِ الضادُ والفَصاحةُ عارَه
* * *
غَرّدي يا كَنارةَ الشِّعْرِ واشْفي.
لَهْفَةَ الأيْك واسْحَري أطْيارَه
في غَدٍ تَنْتَهي الزيارةُ لكنْ
سَوْفَ نَحْيا بِذِكْرياتِ الزِّيارَهْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :381  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 105 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.