شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وطنـي
سَلِِم الشِّعْر طَريقاً للسماءْ
وَرَعَى اللهُ دروبَ الشعراءْ
إنْ قَسا الدَّهْرُ على آمالِهمْ
فهُمُ في مُقْلَةِ الدَّهْرِ ضِياءْ
وإذا ما شَرَّدَتْهُم زَغْزَعٌ
طَلَعوا في مَغْرِب الشِّمْسِ ذُكاءْ.
زادُهُم ما عَجَن الوَهْم وما
خَبَزَ الحِلْم، وأنْعِمْ بالغِذاءْ
حَمَلوا الآلامَ عَنْ أمَّتِهِم
واستراحُوا بَيْن أحْضانِ العَناءْ
رفعُوا للحَرْفِ في أضلاعِهِمْ
هَيْكَلاً، يَعْتَزُّ، خَفَّاقَ اللواءْ
إنْ تُفَرِّقْ بينهم حِزْبيّةٌ
فلكَيْ يَجْمَعهُم حَبْلُ الوَلاءْ
كلما احْلَوْلَكَ لَيْلٌ أشْرَقَتْ
مِنْ ثنايا أُفْقِهم شمس الرَّجاءْ
خَنَقوا بالحُبِّ أنفاسَ الأذَى
إنّما الحبُّ سِلاحُ الأنْبياءْ
يَرْتَوي الظَّامِئ مِنْ كَوْثَرِهم
ولَكم زادَ غَليلَ النَّفْس ماءْ
لا يُبالون بفَقْرٍ أوْ غِنَىً
خَسئ المالُ سَبيلاً للرَّخاءْ
هَمُّهم أنْ يَزْرَعوا ألْحانَهم
حَيْثما ساروا لَيَجْني الأشْقياء
البُطولاتُ التي تَمْشِي على
جُثَّة الحقِّ هَبَاءٌ في هَبَاءْ
لَمْ يَدُمْ للسيفِ سُلْطان فلا
يَزْهُ جَبّارٌ وَيشْمَخْ كِبْرياءْ
أطْوَل الدَّوْلاتِ عُمْراً دَوْلةٌ
شادها الفِكْر وأرْساها العطاءْ
عَبَثاً نَبْني لمُسْتَقْبَلنا
إنْ تَكُ الأحقادُ أساسُ البناءْ
لَيْتَ قَلْبي يَسَعُ الدنيا فَلا
مَدْمعٌ يَهْمي، ولا تَجْري دِماءْ
لَيْتني أحْمِل أوْزارَ الوَرَى
فأُلاقي دونَهم مُرّ الجَزاءْ
يا إلهي لا تُخيِّبْ أمَلي
طَهِّر الأنْفُسَ واملأها صَفاءْ
صِلْ قُلوبَ الناسِ بالحبِّ تجدْ
دَرْبَها بَلْ تُصْبِحُ الأرضُ سَماءْ.
كُلُّ حَرْفٍ في فَمِي تسْبيحةٌ
لَكَ أُزْجيها، وحَمْدٌ وَثناءْ
بَشَّرَ القرآنُ بالحُسنَى وما
كَرَّزَ الإِنْجيل إلاَّ بالإِخاءْ
فلماذا نَتَعادَى شِيَعاً
أو مَا للَّيل يا لَيْلُ انتهاءْ؟
كلُّ بَيْتٍ يَتَقالى أهْلُه
لهوانٍ أو فَسادٍ أو فَنَاءْ
* * *
يا إلهي وطَني في مِحْنَةٍ
كَيْفَ نَرْجو رَحْمةً مِنْ دُخلاءْ
حوَّلوه سَقراً ثمَّ ادّعَوا
أنه الفِرْدَوْسُ حُسْناً وبهاءْ
هَبْهُم قَدْ ملأوه ذَهباً
ما انْتِفاعي أنا مِنْ هذا الثًّراءْ؟
وَطَني عِنْدي أغَلى وطنٍ
كيفَ لا يَحْلو لعَيْنيه الفِداءْ
وَطَني شَعْبٌ تَدَاعى للعُلا
لا زَعاماتٌ تَبَارتْ في الهَراءْ
خَسِئ الواغِلُ! لَنْ نُرْخِصَه
سَوْفَ نَحْميهِ رِجالاً ونِساءْ
ليس للحِقْد مكانٌ عِنْدنا
أهَوَى الأوْطانِ والحِقْدُ سَواء؟
عَبثاً نَزْهو بماضٍ شامخٍ
إنْ نَكُنْ رَهْطَ عبيدٍ وإماءْ!
1972
 
طباعة

تعليق

 القراءات :378  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 98 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الخامس - حياتي مع الجوع والحب والحرب: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج