شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اليوم المقدَّس
في رحاب الوطن، سنة 1968
عادَ الغَريبُ إلى رُبوعِ الضَّادِ
هل تَشْتَقي بالعَوْدِ غُلّةُ صادِ؟
هذا هُوَ اليومُ المقدَّس عِنْدَه
والأكْرَمُ الأغْلى من الأعْيادِ
هذا هُوَ الحُلْم الذي أغْفَى على.
أهْدابه وصَحَا على ميعادِ
وارَحْمتَا للغائبين تَشَرَّدوا
في الأرض بين حَواضرٍ وبَوادِ
ضاعَتْ ورَاء التُرّهاتِ أصولُهم.
وكَبَا وراءَ الرِّزْقِ كلُّ جَوادِ
نَزَحوا قَوافلَ في رِكابِ قَوافلٍ
هَلْ عاد للمَغْنى سِوى آحادِ؟
عِشْنا على الأوْهام يَخْدَع بعضُنا.
بَعْضاً ونَضْرِبُ يَقْظَة برُقادِ
لليّل شَكْوانا... وهَلْ أبْقَتْ لنا
غُصَصُ النَّوَى إلاَّ حُطام فُؤاد؟.
أرض الغريبِ حَنَتْ على آمالنا.
لكنَّها جارَتْ على الأكْبادِ
شَرِبَتْ مَدامِعَنا لقاءَ ثمالةٍ
وشرتْ عَزائِمَنا بلُقْمةِ زادِ
طِرْنا إليها جَذْوةً وهّاجةً
مِنْ صَبْوةٍ وحَمِيَّةٍ وعِنادِ
ثم انْكَفَأْنا حَفْنَةً مَرْذولةً
لا خَيْرَ فيها مِنْ لُقىً ورَمادِ
أحفادُنا يَبْنون فيها جَنَّةً
أنْهارها مِنْ أدْمُعِ الأجْدادِ
يا لَيْتَ لَمْ نَرْحَلْ وَلمْ يَبْنوا ولَمْ.
يَضع الجُدودُ بجنَّة الأحفادِ
يا مَهْدَ أحلامي ودارَ طُفولَتي
(سُبْحان مَنْ ألقَى إليكَ قيِادي).
هَلْ تذكرينَ على رُباكِ كتيبةً
تَعْدو على خَيْلٍ مِنَ الأعْواد؟
يَقْتادُها في النائباتِ مُجرّبٌ
جَمُّ الغُرور بسَيْفه الميّادِ
مُتَهلِّلُ القَسْمات إلاّ أنَّه
مُتواصِلُ الإِبْراق والإِرْعادِ
أنا ذلكَ الوَلَدُ الغَريرُ تجهَّمتْ
آفاقُه وعَدَتْ عليه عَوادِ
عَصَفَ الخريفُ به ولكنْ لَمْ تَزَلْ.
في مُقْلَتَيْه براءة الأوْلادِ
الطَّوْدُ مَسْبَحُ فِكْرِه... لا رِجْلِه.
والسَّهْلُ مَسْرَحُ شَوقِهِ الوقَّادِ
يَحْنُو عليك برُوحِهِ ويَودّ لَوْ
رَقَدَتْ بقاياه بأطْيَبِ وادِ
أعرَفْتِني أم غَيَّرتْني غُرْبةٌ
جارَتْ بأنيابٍ عليّ حِدادِ؟..
* * *
يَا مَعْقِلَ الأحْرار لبّيناك مِنْ
خَلْفِ الشواطئ دُونَ كلِّ مُنادِ.
جِئْناكَ يَحْدونا الحَنينُ وإنَّه
للأحبُّ حادٍ في النفوسِ وشادِ.
هذا الترابُ العَبْقريّ يَضُمّ في
أحشائه دُنْيا مِنَ الأمْجادِ
في كلِّ شِبْر منه يَرْقُدُ صارمٌ
للحقِّ يَصْحَبُ كَوْكباً للضَّادِ
حَمَلَ الحضارةَ للشعوبِ وَلمْ يَزَلْ.
يَحْدو الشعوبَ إلى الطريق الهادي.
قرآنُ أحْمَدَ شَعَّ في آفاقه
وَسَرتْ تعاليمُ المسيحِ الفادي
يا عائبيه أتَهْدمون جِداره
بقَذائفِ الأضْغان والأحْقادِ
لا تَتْعبوا فاللهُ جَلَّ جلالُه
حاميه مِنْ غارٍ ومِنْ جلاّدِ
هَيْهاتَ تَنْطَفِئ النُجوم بنَفْخةٍ
أوْ تَهْدِمُ الأطْوادَ نبلةُ عادِ
"غُورُو" انطَوَى، وتَظَلُّ تُرْبةُ يوسفٍ .
مَلْقى القلوبِ وكَعْبةُ القُصَّادِ
* * *
يا غصّةً تكَْوي حنايا أضلُعي
بُلّي أُواركِ بالغَدير الغَادي
عُدْنا إلى دارِ الطُّفولة فاذهبي
عنِّي، فقَلْبي للبشاشَة صَادِ
* * *
يا أصدقاءَ الخَيْرِ فاضَ سَخاؤكُمْ.
بحيَاتِكُم لا تُثْقِلوا أصْفادي
إنْ كُنْتُ لا أسْطيعُ رَدّ جميِلكُم.
فلَسَوْفَ أشكُرُكُم بدَمْعِ فُؤادي!.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :399  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 89 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج