شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يا حُلْوَة الثَّغْر
لَمْ يَبْقَ غَيْرُك يَنْبوعاً لإِلْهامي
غَلْواءُ لا تَضْحَكي مِنْ دَمْعي الهامي.
رُوحي فِدى ثَغْركِ المَعْسول ما رَقَصَتْ.
إلاَ عَلَيْهِ أهازيجي وأحلامي
لَكَمْ تَرَشَّفْتُ في الأوهامِ خَمْرتَه.
وكَمْ سَكِرْتُ وَكمْ أسْكَرْتُ أوهامي.
اللهُ يَشْهَدُ ما وشَّيْتُ قافيةً
إلا رأيتُكِ تَخْتالين قُدّامي
جَنَّحْتُ باسمك أنغامي وقُلْتُ لها.
طِيري، فصَفَّقَتِ الدُّنيا لأنْغامي.
وَزِنْتُ باسمك شِعْري فازدَهَى طَرَباً.
وطافَ يَشْغَلُ أحبابي وأخْصامي.
غَلْواءُ يا مُلْتَقَى وَجْدي وعاطفتي.
ويا محجّة آمالي وآلامي
لا تَتْركيني ظَمْآناً إلى شَفَةٍ
نَشْوى تُشارك في تَقْصير أيامي.
ما قيمةُ الكَرْم، ما جَدْواه، ما يَدُه.
إنْ لَمْ يُوَفِّرْ مجَانيهِ لِكَرَّام؟
هَلْ تَذْكُرين على "الفِرْدَوْس" سَهْرَتنَا.
في غَفْلةٍ مِنْ أذى واشٍ ونَمَّامِ
طِرْنا إليه، وكان الوَجْدُ ثالثَنا
ضَيْفاً تَوَسَّد جُرْحَيْ قَلْبنَا الدامي.
يَلُفُّنا اللَّيْلُ في أعْطافِ بُرْدَته
ظَمْأى تَضنُّ بسُقْياها على ظَامِ.
أخَذْتَ كَفَّكِ في كَفِّي أُقبِّلُها
وكِدْتُ آكلُها مِنْ شَوْقي الطَّامي.
وانشقَّت الأرْضُ عَنْ إبليس يَهْمِسُ في
أذني.. ويَضْحَكُ مِنْ خَوْفي وإحْجامي
يقولُ هذي مَجاني الحُسْن دانيةٌ.
فاقْطُف وَسبِّحْ بإحساني وإنْعامي.
وأوشَكَ الشاعِرُ القِدِّيسُ يَتْبَعُه.
لولا عِتابٌ ثَناني بَعْدَ إقْدامِ
يا شاعرَ الروحِ أخْشَى أنْ تكون يَدِي
في جارح الشوك لا في النَّرْجِس النامي
خيِّبتَ ظَنِّي، فَهلْ تُحييه ثانيةً
يا لَيْتني لَمْ أزَلْ في لَيْلِ أوْهامي!.
أحْبَبْتُ روحَك لَمْ يَعلقْ بها وَضَرٌ.
فَلنْ أشوّهَ هذا الحبَّ بالذَّامِ
أحْبَبْتُ شِعْرَك إيماناً وعاطفةً
فَكَيْفَ أمْسَخُه أضْغاثَ أحْلامِ؟.
وقُلت أهْواكِ يا غَلْواء بُلبُلةً
فهَلْ يَهيضُ جَناحَي سَهْمُكِ الرامي؟.
وقُلْتُ أهواكِ يا غَلْواء زَنْبَقَةً
فَكيْفَ تُطْرَحُ في الأوْحال أكمامي؟.
يا شاعِرَ الروحِ مالي عَنْك مُصْطَبرٌ.
وإنْ تَغَامزَ عُذَّالي ولُوّامي
لكنَّ خُلْقي مِنَ الزلاَّت يَعْصِمُني
أَلا يَقيكَ المهاوي خُلْقُك السامي؟...
* * *
أخْفَيْتُ وَجْهي وذابَتْ مُهجَتي خَجَلاً.
وانْهارَ ما كان مِنْ نَقْضي وإبْرامي.
ورَنَّ صَوْتُكِ كالتَّغْريدِ في أُذُني.
يَمْحُو برأفَتِه في الحبِّ إجْرامي.
فاستَرْجَعَ القَلْبُ مَا ضَيَّعْتُ مِنْ أملٍ.
وَطهّرَتْ دَمْعَة التَّكْفير آثامي
* * *
يا حُلْوَة الثَّغْرِ يَسْبيني بضِحْكَتِه.
لولاك مَا خَفَقَتْ في الشُّهْبِ أعلامي.
لَمْ يَبْق غَيرُكِ في دُنْياي أُنْشِدُه
شِعْري، وتَعْنيه أفْراحي وأسْقامي.
كُرْمَى لعَينيكِ ما لاقَيْتُ مِنْ عَنَتٍ.
وما تَحَمَّلْتُ مِنْ كَيْدٍ وإرغام
هَيْهات تَعْظُم في عَيْنيَّ تَضْحِيةٌ
ما دامَ هذَا المُحيَّا نَبْعَ إلهامي!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :358  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 86 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[صفحة في تاريخ الوطن: 2006]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج