شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يا جنَّة الدنيا!
طأْطئْ جبينَكَ إنْ ذَكَرْتَ الشاما.
واخْفِضْ جَناحك دُونها إعْظاما.
بَلَدٌ أطَلَّ على الحَيَارَى كَوْكباً
وَهمْى على قَفْرِ الحَياة غَماما
يَزْهُو بآياتِ البُطولة أمْسُهُ
ويَموجُ حاضِرُه نَدَى وخُزاما
أقْسَمْتُ لَمْ يُنْكِر سَوابِغَ فَضْلِه.
إلاّ عَمٍّ أوْ مُغْرِضٌ يَتَعَامَى
قالوا تَعَصَّبَ عَنْ هَوىً لبلادِه
صَدَقوا.. وهَلْ كان الهَوَى إجْراما؟.
الحبُّ مَصْدرُه الفؤادُ فكاذبٌ
في الحبِّ مَنْ يَسْتنطقُ الأرْقاما
ما كانَ أوْهَى بالإِله عَقيدتي
لو كانَ عَقْلي في الصلاة إماماً.
وطَني – وأعْشَقُه على عِلاَّته
وأرَى لَظاه على الفُؤاد سَلاما
هَزَّتْهُ أحداث الزمانِ فراضها
وَطغتْ فشقَّ عُبابَها اللَّطّاما
دَرَسَتْ مَعالِمُ فاتحيه ولم يَزَلْ
كالطَّوْدِ، بَلْ أرْمَى وأشْمَخَ هاما.
لَمْ تَثْنِه الآلامُ عَنْ غاياته
وَيْحَ الذي لاَ يَعْرِف الآلاما!
هذي دروسُ الْمَجْدِ في تاريخه
قَلَمٌ يُرافِقُ للعُلا صَمْصاما
أنوار عيسى أشْرَقَتْ مِنْ أفْقِه
ومُحَمدٌ عَمَرَ الحياةَ سَلاما
عَلَمانِ في يَدِه إذا ناجاهما
خشَعَ الملوكُ ونَكَّسوا الأعلاما.
* * *
يا جَنَةَ الدنيا ويا حَرَمَ العُلا
اليومَ يَوْمُكِ فاحذري الإِحجاما.
صُهْيُونُ يَسْرَحُ في جوارِك آمناً.
ويَسُنّ لِلفَتْح القَريب حُساما
فَتَحفَّزي للوَثْبة الكُبْرى غَداً
يأبَى الوَفا أنْ نَقْطَعَ الأرْحاما
مَهْدُ المسيحِ أمانةٌ في عُنْقِنا
سَنَردُّه لمشرَّدين يَتامى
إن كان ضَيَّعه خُمولُ زعامةٍ
لا تَيْأسي! سَنُحطِّم الأصْناما
* * *
يا خافقاً في الصَّدْرِ يَزْفُر كلَّما
ذَكَروا الرُّبوعَ وَعَهْدَها البَسّاما.
أحْرَقْتَ أضْلاعي بوَجْدِك فاتَّئِدْ.
وَحَرَمْتَ جَفْني النَّومْ والأحْلاما.
أسْلَمتَني لليأس يَنْهَشُ مُهْجَتي
وتَركْتني للنائباتِ طَعاما
هيَّا نُجَدّد بالرَّجاء شبابَنا
وَنَحُمْ على عُرْس الرَّبيع حَماما.
هيَّا إلى بَرَدى نُدَغْدغُ مَوْجَه
سِحراً وَنمْلأ أيْكَه أنْغاما
شطَّ المَزارُ بنا ولكِنْ لَم تَزَلْ
في الأفق بارقةٌ تَلوحُ لِماما
فتَعال نَلْتَمِس الطَّريق إلى الحِمَى.
ضجَّ الصَّباحُ وما نَزال نِياما!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :411  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 82 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج