طأْطئْ جبينَكَ إنْ ذَكَرْتَ الشاما. |
واخْفِضْ جَناحك دُونها إعْظاما. |
بَلَدٌ أطَلَّ على الحَيَارَى كَوْكباً |
وَهمْى على قَفْرِ الحَياة غَماما |
يَزْهُو بآياتِ البُطولة أمْسُهُ |
ويَموجُ حاضِرُه نَدَى وخُزاما |
أقْسَمْتُ لَمْ يُنْكِر سَوابِغَ فَضْلِه. |
إلاّ عَمٍّ أوْ مُغْرِضٌ يَتَعَامَى |
قالوا تَعَصَّبَ عَنْ هَوىً لبلادِه |
صَدَقوا.. وهَلْ كان الهَوَى إجْراما؟. |
الحبُّ مَصْدرُه الفؤادُ فكاذبٌ |
في الحبِّ مَنْ يَسْتنطقُ الأرْقاما |
ما كانَ أوْهَى بالإِله عَقيدتي |
لو كانَ عَقْلي في الصلاة إماماً. |
وطَني – وأعْشَقُه على عِلاَّته |
وأرَى لَظاه على الفُؤاد سَلاما |
هَزَّتْهُ أحداث الزمانِ فراضها |
وَطغتْ فشقَّ عُبابَها اللَّطّاما |
دَرَسَتْ مَعالِمُ فاتحيه ولم يَزَلْ |
كالطَّوْدِ، بَلْ أرْمَى وأشْمَخَ هاما. |
لَمْ تَثْنِه الآلامُ عَنْ غاياته |
وَيْحَ الذي لاَ يَعْرِف الآلاما! |
هذي دروسُ الْمَجْدِ في تاريخه |
قَلَمٌ يُرافِقُ للعُلا صَمْصاما |
أنوار عيسى أشْرَقَتْ مِنْ أفْقِه |
ومُحَمدٌ عَمَرَ الحياةَ سَلاما |
عَلَمانِ في يَدِه إذا ناجاهما |
خشَعَ الملوكُ ونَكَّسوا الأعلاما. |
* * * |
يا جَنَةَ الدنيا ويا حَرَمَ العُلا |
اليومَ يَوْمُكِ فاحذري الإِحجاما. |
صُهْيُونُ يَسْرَحُ في جوارِك آمناً. |
ويَسُنّ لِلفَتْح القَريب حُساما |
فَتَحفَّزي للوَثْبة الكُبْرى غَداً |
يأبَى الوَفا أنْ نَقْطَعَ الأرْحاما |
مَهْدُ المسيحِ أمانةٌ في عُنْقِنا |
سَنَردُّه لمشرَّدين يَتامى |
إن كان ضَيَّعه خُمولُ زعامةٍ |
لا تَيْأسي! سَنُحطِّم الأصْناما |
* * * |
يا خافقاً في الصَّدْرِ يَزْفُر كلَّما |
ذَكَروا الرُّبوعَ وَعَهْدَها البَسّاما. |
أحْرَقْتَ أضْلاعي بوَجْدِك فاتَّئِدْ. |
وَحَرَمْتَ جَفْني النَّومْ والأحْلاما. |
أسْلَمتَني لليأس يَنْهَشُ مُهْجَتي |
وتَركْتني للنائباتِ طَعاما |
هيَّا نُجَدّد بالرَّجاء شبابَنا |
وَنَحُمْ على عُرْس الرَّبيع حَماما. |
هيَّا إلى بَرَدى نُدَغْدغُ مَوْجَه |
سِحراً وَنمْلأ أيْكَه أنْغاما |
شطَّ المَزارُ بنا ولكِنْ لَم تَزَلْ |
في الأفق بارقةٌ تَلوحُ لِماما |
فتَعال نَلْتَمِس الطَّريق إلى الحِمَى. |
ضجَّ الصَّباحُ وما نَزال نِياما! |