هَلْ فِيكَ للباكي مَسرَّة |
أمْ أنْتَ للآمالِ عَثْرَهْ؟ |
إنّا رضَينا بالقليل |
إذا اقتضاك الغَيْرُ كَثْرهْ |
أبْسُطْ خِوانَك للضيوف |
وخَلِّ للعَربيّ كَسْرهْ |
يا عامُ قَلْبُ الحَقِّ مَكْسورٌ، فهل قَرَّرْتَ جَبْرهْ؟ |
والعَدْلُ مَقْصوصُ الجناحِ |
فهلْ يُجيز الشَرْعُ نَحْرهْ؟ |
وكرامةُ الإِنسانِ سَفْسَطَةٌ وشِرْعَتُه مَعَرّهْ |
يا عامُ بينَ جوانحي |
جُرْحٌ وفي عَيْنيّ جَمْرهْ |
شاهَ الوجودُ فلا أرَى |
في رَوْضَةِ الآمالِ زَهْرَهْ |
لكأنّني في مَهْرجانِ الحُبّ والإِيمان صَخْرَهْ |
ماذا أقولُ وبَسْمتي |
حارَتْ على شَفَتيّ زَفْرَهْ |
ماذا أقولُ وليسَ في |
وَتَري سِوى أصْداء نَبْرهْ |
رانَ الرجاءُ على الشُّعوبِ |
ونحنُ في يأسٍ وحَسْرهْ |
جِئْنَا نَرُشّ لك الطريقَ |
فأينَمِنْ عَيْنيك نَظْره؟ |
جئنا نقولُ لكَ اسْقِنا |
ممَّا سَقَيْتَ الناسَ قَطْرهْ |
جِئْنا نُطالِبُ أنْ تُكَفِكِفَ |
مِنْ عُيونِ العُرْبِ عَبْره |
دَجَتِ الطريقُ فإنْ نَقُمْ |
مِنْ حُفْرةٍ نَسْقُطْ بحُفْره |
وإذا نَجَوْنا مِنْ هِزَبْرٍ |
كاسِرٍ بَرَزَتْ هِزبْرهْ |
لا نُورَ في لَيْلِ العُروبة |
هَلْ أضاعَ الليلُ فَجْره؟ |
الأمْرُ فَوْضى بَيْننا |
لَمْ نتفقْ في الرَّأْي خَطْره |
يا عامُ لا تَعْجَبْ إذا |
طلّقْتُ غانيةً وَخمْرهْ |
لَمْ تُبْقِ لي آلامُ قَوْمي |
للهَوَى والراح سَهْرهْ |
قالوا المصائبُ إنْ تَوَالَتْ |
تَجْمَعُ الأخْصامَ أسْرَهْ |
وتَزيدُ أسبابَ التَعاونِ |
بينَهم عَملاً وفِكْرَهْ |
خابَ الرَّجاءُ فَلمْ تَزَلْ |
نارُ الضَّغائِن مُسْتَعِرَهْ |
نَمْشي ولكنْ للوراءِ |
قبائلاً لا مُسْتَقِرّه |
مُتكاتفينَ على الأذى |
متَعاونينَ على المَضَرَّهْ |
باسم اليمينِ أو اليسارِ |
تَقومُ فينا ألْفُ ثَوْرَهْ |
* * * |
يا أمّةٌ هانَتْ وكانَتْ |
في جَبينِ الدَّهْرِ غِرّهْ |
كَيْفَ انْطَوى عَلَمُ الجهادِ |
وحَرَّمَ السَّفَّاحُ ذِكْرهْ؟ |
أينَ الرؤوسُ المُشْرئبّةُ |
والأنوفُ المُشْمخِرّهْ؟ |
غضَّتْ.. وما أقْسى الهَوانَ |
على الكَريم وما أمَرّهْ! |
سَطَع الهُدَى منَّا ولكنْ |
قَصَّر الخِذْلانُ عُمْرَهْ |
كِدْنَا وما زِلَنا نكيدُ |
لبَعْضِنا سِرّاً وَجَهْرَهْ |
وتبايَنتْ سُبُلُ النِّضال |
فحَدَّد الدْوانُ ظُفْرَهْ |
وَلَوَ انَّها اتَّحَدَتْ لماتَ |
وَلمْ يَجِدْ في الصَّفِّ ثُغْرَهْ |
نُصْفي المودَّة للغَريب |
وللقريبِ نُبيحُ ظَهْرَهْ |
ونجودُ بالآلافِ لكنْ |
حَيْث لا تُجدي المَبَرّهْ |
لولا الفدائيونُ لمْ |
نَبْرحْ على الأفواهِ سُخْرَهْ |
لولاهمُ لَمْ يَفْتَح التاريخُ للعربيّ صَدْرَه |
لولاهم ُ لا زَأْرَةٌ |
تَدْوي على آثارِ زَأْرَهْ |
تاهَتْ على الإِيوان خَيْمَتُهم وطاوَلتِ المَجرّهُ |
مِنْ لَيْلِها طَلَعَ الصَّباحُ |
وأدْرَكَ الموتُورُ ثَأْرَهْ |
وَاخْضَوْضَرَ القَفْر الجَدِيب |
كأنّما الفِرْدَوْس قَفْرَهْ |
لا تِبْر يَعْدِل تُرْبَها |
فَلْيُرْخِصِ الكَنَّازُ تِبْرَهْ! |
* * * |
يا عامُ لا تُثْقِلْ على المَنْكُوب أوْ تَسْتَحل قَهْرَهْ |
مَهْدُ ابنِ مَرْيَمَ للفُجور |
فَهَلْ تُعيدُ إليه طُهْرَهْ؟ |
لَمْ يَنَحَتِ الإِسلام مِنْ |
حُرُماتِه مِثْقال ذَرّه |
وغَزَاه أولادُ الحَرام |
فدنَّسُوه ألْفَ مَرّهْ |
* * * |
يا عامُ أبكانا قُدومُكَ |
فالتَمسْ للدَمْعِ عُذْرَهْ |
لَوْ لَمْ نَكُنْ عَرباً لَهَلَّلْنا |
وطَبَّلْنا مَسَرَّهْ! |