شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بنت عدنان
بدَمْعةِ اليأس غَصَّتْ بِنْتُ عَدْنانِ.
رُويح فِدَى قَطرَةٍ مِنْ دَمْعها القاني.
يا آل وُدِّيَ – والآمالُ تَجْمعُنا - .
هَلاَّ استجبْتُم لشكْواها وأشْجاني؟.
لأنتمُ خَيْرُ مَنْ يُرجَى لنَجْدَتِها
لا خابَ ظَني في الجُلَّى بإخْواني.
تَغَرَّبَتْ معَكُم في كلِّ دَسْكَرةٍ
ورَافَقَتْ سَعْيَكُم في كلِّ مَيْدانِ.
كانَتْ وسيلَتُكم للمَجْدِ تَرْفُدُكُم.
بعِدّةِ النَّصْرِ مِنْ جدٍّ وإيمانِ
كانَتْ لكم وَطَناً في دار غُرْبتِكُمْ.
تَحْدُو خُطاكُم وَترْعاكُمْ بتَحْنانِ.
كانَتْ تَبُثُّ إلى الأوْطان شَوقَكُمُ.
وتَحْمِلُ الشَّوْقَ مِنْ أهْلٍ وأوْطانِ.
فلا تَخونُوا لها عَهداً فَليْسَ لها
إلاّكُمُ سَنَداً في رَبْعِها الثاني
تَكادُ تَحْرِقُ أضْلاعِي بِزَفْرَتِها
وَتَزْرَعُ اللَّهْفَةَ الظَمْأى بأجْفاني.
قالَتْ - وقَدْ عَصَفَتْ ريحُ السَّمومِ بها.
وعَضَّها مِنْ صُروف الدَّهْرِ نابان - .
لَمْ تُنْكروني لمَّا كُنْتُ كابيةً
لا تُنْكِروني في عِزِّي وسُلْطاني
جَدَّدتُ ما شاخ مِنْ عَزْمي وعافيتي.
وانسابَ نُوَّارُ في جَذْعي فأحْياني.
لَمْ يَسْتَطِعْ مَدْفَعُ الغازي ونِقْمَتُه.
أنْ يَهْدِما – رَغْم طولِ العَهْدِ – بُنْياني.
ولا استطاع الأُلَى في نَفْسِهم مَرضٌ.
أنْ يَزْرَعوا الشَّكَّ في حُسْني وإحْساني.
وَسِعْتُ فَلْسفَةَ اليونانِ وازْدَهَرَتْ.
حَضارةُ الفُرْس في حَقْلي وبُستاني.
أخَذْتُ مِنْهم ولكنِّي رَدَدْتُ لهم.
فَضْلاً بِفَضْلٍ وعِرفاناً بِعرْفانِ
وقُلْتُ قَلْبي وديواني لِمَنْ ظَمِئوا.
فَلْيَشْرَبِ الناسُ مِنْ قَلْبي وديواني.
وحينَ أظْلَمتِ الآفاقُ واضْطَرَبَتْ.
فجَّرْتُ أنوارَ إنْجيلي وقُرآني
فَكَيْفَ تُسْلِمُني للموتِ جاليةٌ
تَرْقَى لعدنانَ أوْ تُعزَى لغسَّان؟.
إن تُهملوني فلَنْ تُجْدي متاجِرُكم.
لولايَ كنتم كتاباً دونَ عُنْوان.
* * *
يا بنتَ عَدْنَان إنَّ الليل يَعْقُبُه
- مما أدلهمَّ ومهما طال – فَجْرانِ.
فلا تَنامي على يأس ولا وَجَلٍ
اليأسُ وَالْخوفُ للأخْرى طَريقانِ.
إنِّي لأسمعُ عَبْر الأُفْقِ زَغْرَدَةً
فاسْتَبْشرِي بِغَدٍ يا بِنْتَ عَدْنانِ!.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :402  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 78 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.