شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
على ذكرى الديار
في مهرجان أدبي حافل على شرف صاحب الديوان في مدينة كوردوبا، سنـة 1972
مَلأَتُ كنانَتي بالأُقْحُوانِ
لأنْثُرَه على حَرَم البَيانِ
وجِئْتُ يَقودُني ظَمَأٌ وشَوْقٌ
فهَلْ أرْوي بكَوْثَركُم جَناني؟
لِساني في مَكارِمِكُم حَبيسٌ
حَنانَيْكُم، إلاَ حُلُّوا لِساني
عَصاني، وهْوَ في الحزّات طَلْقٌ
فلَيْتَ بغَيْرِ مَجْلِسِكُم عَصاني
عَجِبْتُ له يُقيِّدُه جَميلٌ
فإنْ طارَحْتُه الشَّكْوَى شَكاني
عَزائي أنَّني ما بَيْنَ أهْلي
فهَلْ أخْشَى تَصاريفَ الزَّمانِ؟
أحبُّكُم على بُعْدٍ فُؤادي
فكَيْفَ على التَعارُفِ والتَدَاني؟.
بني أمِّي، بني أمِّي غَلَوْتُم
بتَكْريمي، وأعْلَيْتُم مكاني
إذا سَكِرَتْ بصَهْبائي نُفُوسٌ
فمِنْ حاناتِكُم هذي القناني
وإنْ قَرَّتْ بأثْماري عُيونٌ
فَمِنْ جَنَّاتكم هذي المَجاني
وإنْ رَقَصَتْ لألحانِي قُلوبٌ
فَمِنْ إلهامكم هذي الأغاني
نَمَا في ظلِّ أيْكَتِكُم جَناحي
وطِرْتُ على رُباكم في أمانِ
وأرْخَصَ غَيْرُكم قَمْحي، وأنتمْ.
تَغَافَلْتُم فأغْلَيتُم زُواني
أقولُ لمنْ يُباهيني بمالٍ
ويَرفَعُ رَأْسَه في عُنْفوانِ
أنا بعَشيرتي أغَنْى غَنِيٍّ
فلا يَكْبُرْ بما يَبْنِيه بانِ
كُنوزُ الأرض قَدْ تَفْنى وئيداً
وحبُّكُم تُراثٌ غَيْرُ فانِ
شَأَوْتُ الناسَ أحباباً وأهْلاً
ولَمْ أرَ في البريّةِ مَنْ شَآني
إذا استَعْلَى عليّ عزيزُ قَوْمٍ
كفاني أنَّني مِنْكم، كَفاني!
* * *
بَني أمِّي أَتَيْتُكُم وقَلْبي
صَريعٌ بَيْنَ أنيابِ الهَوانِ
فهل أشْكو إلَيْكم ما أُقَاسِي
وهَلْ أُلْقي لَدَيْكُم ما أُعاني؟
أرى صُهْيونَ يَسْرَحُ في حمانا
قريرَ العَيْن مَرْخيّ العِنانِ
يَعيثُ بما نُقَدِّسُ مِنْ تُراثٍ
ويَهْدِمُ ما بنينا مِنْ مَغانِ
ونحنُ نَطوفُ مِنْ بابٍ لبابٍ
ونَرْجو بَلْسَماً مِنْ أُفْعُوانِ
تَفَرَّقْنا شَراذِمَ ثمَّ مِتْنا
بَغَيْر كَرامةٍ، قَبْلَ الأوانِ
بَني أمِّي دُمُوعُكُم دُموعي
وما يُشْجي نُفوسَكُمُ شجَاني
حَلَفْتُ بتُرْبةِ الوَطنِ المُدَمى
حَلَفْتُ بحُرْمةِ الشَّرَفِ المُهانِ
إذا لَمْ نَأْتَلِفْ رَأياً وَصفاً
ونُذْكِ النارَ في أعْصابِ وانِ
وَنَجْمعْ ما تَفَرَّقَ مِنْ فُلول
ونُسْمِكْ ما تَصَدَّع مِنْ مَبانِ
ونَحْشُدْ للغَدِ المَرْجُوِّ جَيْشاً
يخوضُ الموتَ مِنْ إنسٍ وجانِ
فلا نَرْجُ العدالة مِنْ فُلانٍ
ولا نَشْكُ العَداوةَ من فُلانِ
يُنالُ الحقُّ بالبيضِ المواضي
وتَقْصُر دُونَه بيضُ الأماني
على ذِكْرَى الديار قد اجتَمَعْنا.
فيا شُكْرَ الفُؤادِ لمن دَعَاني
تحومُ قلوبُنا وَلْهى عليها
ويَخْشَعُ لاسْمِها قَاصٍ ودَانِ
تَحَفَّز للوثُوبِ شُبولُ فَتْحٍ
فما سَتْ بالرَّجاءِ الضفَّتانِ
(أرى خَلَلَ الدُّخَان وَميضَ نارٍ).
فأهْلاً ثمَّ أهْلاً بالدُّخانِ
مَعاذَ المجْدِ أن تَعْنوا لغازٍ
وفيها للعُروبة مَعْبَدان!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :382  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 65 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.