شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يا فتية العلياء
في مهرجـان تكريمـي أقامتـه الجالية على شرفه، سنة 1971
قِفْ يا زَمانُ فلَنْ تَمُرّ ببابي
إنِّي لَتَحْميني قُلوبُ صِحابي
جَرَّبتُهم في السَّعْدِ فانْسابوا نَدَىً.
في بَسْمَتي، وسَناً على أهْدابي
وَبَلَوْتُهم في النائباتِ فَلَمْ أجِدْ
إلاَّ نُفوساً يَقْتَسِمْن مُصابي
يَتَدَافَعون إليّ مَوْجَة رَحْمةٍ
شَتّان بَيْنَ حَمامةٍ وعُقابِ
حَبَسوا عن الَقوْل الرَّخيصِ لسانَهم.
فحَديثُهم شَهْدٌ ونَفْحٌ مَلابِ
وتَنَزَّهوا عمّا يَشين، وطالما
ذَهَبَتْ مساوئ هَفْوةٍ بِكتابِ
مِنْ كلِّ وضّاحِ الجَبين يَضُمُّ في
أبْرادِه ما شِئْتَ مِنْ آدابِ
حَمَلَ العُروبةَ رايةً واعتَدَّ في
غَزَواتِه بالفِكْر، لا بالنابِ
تَبْقَى فُتوحاتُ العقولِ ويَنْطَوي.
مَجْدُ السيوف وشُهْرةُ الأحسابِ.
ما جِئتُ أمْدَحُهم فهُمْ أهْلي إذا.
سُوئِلْتُ عَنْ أهلي، وهُمْ أحبابي.
ما جِئْتُ أمْدَحُهُم، ولكنْ هَزَّني.
قَلَمي ومَوَّج بالعبيرِ خِطابي
يُملي عليّ القولَ ما شاهَدْتُ مِنْ.
كَرَمٍ وما لاقَيْتُ مِنْ تِرْحابِ
ليسَ الذي يَسْخو عليَّ لغايةٍ
مِثْلَ الذي يَسْخو لغير ثَوابِ
مَنْ يُعْطِني كي يستردّ عَطاءَه
مَدْحاً وتَبْخيراً فذاك مُرابي
ماذا عليّ إذا تغامَزَ حُسَّدي
وتَناهَشوا بالتُّرّهاتِ ثيابي
أَأَسُبُّ نورَ الشَّمْس كي يَرْضَى عَمٍ.
وأشيحُ عَنْ غَرِدٍ لِعَيْن غُرابِ؟
أحْيَيْتُ آمالي - وَكَانَتْ مَيْتةً - .
في ظِلِّهم، وَبَعَثْتُ زَهْوَ شَبابي
الدَّهْرُ دولابٌ، ولَسْتُ بخائِفٍ.
ما أمَّنوني دَوْرَةَ الدولابِ
صابُ الكريم لكالحَلاوةِ في فَمِي.
وأغُصّ مِنْ شَهْدِ البَخيل بِصابِ.
أنا زَهْرةٌ في رَوْضهم، لولاهمُ
لَمْ يَحْسب المُسْتروحون حِسابي.
أنا بُلْبلٌ في أيْكِهم، لولاهمُ
لَمْ أشْدُ بَيْنَ خمائل ورَوابي
أنا مَوْجَةٌ في بَحْرِهم، لولاهمُ
ما كُنْتُ في الصحراء غيرَ سَرابِ.
شُلَّتْ يَدَي إنْ لَمْ تُمدّ لخيِّرٍ
وَتُرشّ في طُرُقاتِه أطيابي!
* * *
يا فِتيةَ العلياء هل أشْكو لكم
ما في فؤادي مِنْ أسىً وعَذاب؟.
لتكادُ تفْجَعُني بعَقْلي مِحْنةٌ
هَوْجاءُ تأكلُ نارُها أعصابي
الضادُ في خَطَرٍ فأينَ حُماتُها
أتموتُ بين العِتْرة الصُيّابِ؟
حَمَلَتْ إلى الدنيا بُذورَ حَضارةٍ.
خَلَصَتْ مِنَ العاهاتِ والأوْصابِ.
هيّا نمدّ لها – لتنجوَ – كَفّنا
ما ضاعَ أجْرُ المُنْجِدِ الوثَّابِ
هي رُكْنُنا فإذا تداعَى رُكْنُها
فبيوتُنا وقُصورُنا لخِرَابِ
هيّا نُجَدِّدْ بالعطاءِ رَجاءَها
ونُعِدْ حضارةَ عَهْدِها المُنْجابِ
هذا الثًّراءُ نخوضُ في نَعْمائه
لا نَحْتكرهُ لمأكلٍ وشَرابِ
أموالُ كِسْرى لا تقاسُ بدِرهَمٍ.
يُرْجى لِدَفْعِ أذىً ونَجْدةِ كابِ.
فَخْرُ المُهَنَّدِ حَدُّه، لا غِمْده
كم في الوَرَى سَيْفٌ بَغَيْر قِرابِ.
مَنْ لَمْ يُشارِكْ أهْلَه في حُزْنهم
فدُموعه ضَحِكٌ على الأغْرابِ.
مَنْ يَرْبَح الدنيا وَيَخْسَرْ نَفْسه
لَمْ يُلْفِ بَيْنَ يَدَيْه غيرَ تُرابِ
ليس النَّدَى يَروي غَليلَ حديقةٍ.
مِثْلَ النَدَى يَرْوي غليل يَبَابِ
* * *
يا مَفْزَعي في النائباتِ حَنانَكم
إنْ لم يَكُنْ في الكأسِ غَيْرُ حُبابِ.
خَيَّبتُ في شِعْري سلامةَ ظنِّكم.
شَتانَ بينَ سُؤالكم وجَوابي
قَدْ يُعْذَر الكابي على كَبَواتِه
لو كُنْتَ تَسألُه عن الأسبابِ
عُذْري إذا غَمَغَمْتُ في مِحْرابِكم.
أنِّي أخَذْتُ بهَيْبةِ المِحْرابِ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :532  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 61 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج