جَدَّدْتَ بالتَّعْليل علاَّتي |
وأثَرْتَ بالتَّسْويف لَوْعاتي |
كَمْ ذا تُواعدني ولا أمَلٌ |
وأظَلُّ كاتِمةً شِكاياتي |
أنسيت خَلْف خُطاك أدْعِيتي |
ومَحَوْتَ مِنْ عَيْنَيْك قُبْلاتي؟ |
خَلَّفْتَني لليأسِ يَنْهَشُني |
بالمِخْلَب المُتَضَوِّر العاتي |
وَترَكْتَني في قَلْبِ عاصفةٍ |
هَوْجاءَ أخْبِطُ في المتاهاتِ |
الليلُ يَطْويني ويَنْشُرني |
وأنا أدافِعُه بزَفْراتي |
أسْقيه دَمْعاتي وأُطْعِمُه |
هذي البقايا مِنْ بَقيّاتي |
يا فَلْذةً مِنْ رُوحيَ انْسَلَخَت |
ماذا انتفاعي بالرِّسالاتِ؟ |
إنِّي لأشعرُ أنّ أحْرفَها |
تَنْساب شَوْكاً في جِراحاتي |
جاء الربيعُ فلَمْ يَهُشّ له |
قَلْبِي ولا بَشّتْ وُرَيْقاتي |
عَثَرتْ بآلامي بَشائِرُه |
وكَبَتْ مَواكِبُه بغُصَّاتي |
عَصَفَ الشتاء برَوْضتي فَذََوَتْ |
هَيْهَاتَ تحيا بَعْدُ... هَيْهاتِ |
لا تُلْهني بالمالِ عَنْ أرَبي |
هذي الهَدايا أصْلُ مأساتي |
اقْبِضْ يَدَيكَ فليس لي طَمَعٌ |
بالعَيْش مِنْ هذي النِّفاياتِ |
اقْبضْ يَدَيْك فلَنْ أموتَ طَوىً |
عندي لعاديةِ الطَّوَى شاتي |
ماذا أقولُ لِمَنْ يُسائِلُني |
عمَّا يَصُدُّكَ عَنْ مُوافاتي؟ |
لا أنْتَ حَيٌ أرتجيكَ ولا |
مَيْتٌ فأنْفِضُ منكَ راحاتي |
عَبَثاً أُعلِّلُ مُهْجَتي بِغَدٍ |
ليس الغَدُ المَرْجُوّ بالآتي |
يا ابْنِي وتَسألُني هَل انْقَشَعَتْ |
عَن مُقْلَتي حُجُب الغِشاواتِ |
أنْتَ الدواءُ فإنْ نَبَذْتَ يدي |
لا طِبَّ يُجدي في مُداواتي |
ما حاجتي للنورِ في بَصَري |
إنْ لم تَكُنْ عَيْناكَ مِرآتي؟ |
بَيْني وبَيْن القَبْر مَرْحَلةٌ |
أجتازُها في بِضْع خُطْواتِ |
* * * |
يا ابني قَسَوْتُ وخانَني جَلَدي |
هلاَّ سَتَرْتَ عليًّ زلاَّتي؟ |
إني أخطُّ رسالتي بدَمي |
وأسلُّ مِنْ جُرْحي عِباراتي |
إنْ لم يَكُنْ في العَوْدِ مِنْ أملٍ |
رُحْماك... لا تُهْمِلْ خِطاباتي |