شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رسالة من أمي
جَدَّدْتَ بالتَّعْليل علاَّتي
وأثَرْتَ بالتَّسْويف لَوْعاتي
كَمْ ذا تُواعدني ولا أمَلٌ
وأظَلُّ كاتِمةً شِكاياتي
أنسيت خَلْف خُطاك أدْعِيتي
ومَحَوْتَ مِنْ عَيْنَيْك قُبْلاتي؟
خَلَّفْتَني لليأسِ يَنْهَشُني
بالمِخْلَب المُتَضَوِّر العاتي
وَترَكْتَني في قَلْبِ عاصفةٍ
هَوْجاءَ أخْبِطُ في المتاهاتِ
الليلُ يَطْويني ويَنْشُرني
وأنا أدافِعُه بزَفْراتي
أسْقيه دَمْعاتي وأُطْعِمُه
هذي البقايا مِنْ بَقيّاتي
يا فَلْذةً مِنْ رُوحيَ انْسَلَخَت
ماذا انتفاعي بالرِّسالاتِ؟
إنِّي لأشعرُ أنّ أحْرفَها
تَنْساب شَوْكاً في جِراحاتي
جاء الربيعُ فلَمْ يَهُشّ له
قَلْبِي ولا بَشّتْ وُرَيْقاتي
عَثَرتْ بآلامي بَشائِرُه
وكَبَتْ مَواكِبُه بغُصَّاتي
عَصَفَ الشتاء برَوْضتي فَذََوَتْ
هَيْهَاتَ تحيا بَعْدُ... هَيْهاتِ
لا تُلْهني بالمالِ عَنْ أرَبي
هذي الهَدايا أصْلُ مأساتي
اقْبِضْ يَدَيكَ فليس لي طَمَعٌ
بالعَيْش مِنْ هذي النِّفاياتِ
اقْبضْ يَدَيْك فلَنْ أموتَ طَوىً
عندي لعاديةِ الطَّوَى شاتي
ماذا أقولُ لِمَنْ يُسائِلُني
عمَّا يَصُدُّكَ عَنْ مُوافاتي؟
لا أنْتَ حَيٌ أرتجيكَ ولا
مَيْتٌ فأنْفِضُ منكَ راحاتي
عَبَثاً أُعلِّلُ مُهْجَتي بِغَدٍ
ليس الغَدُ المَرْجُوّ بالآتي
يا ابْنِي وتَسألُني هَل انْقَشَعَتْ
عَن مُقْلَتي حُجُب الغِشاواتِ
أنْتَ الدواءُ فإنْ نَبَذْتَ يدي
لا طِبَّ يُجدي في مُداواتي
ما حاجتي للنورِ في بَصَري
إنْ لم تَكُنْ عَيْناكَ مِرآتي؟
بَيْني وبَيْن القَبْر مَرْحَلةٌ
أجتازُها في بِضْع خُطْواتِ
* * *
يا ابني قَسَوْتُ وخانَني جَلَدي
هلاَّ سَتَرْتَ عليًّ زلاَّتي؟
إني أخطُّ رسالتي بدَمي
وأسلُّ مِنْ جُرْحي عِباراتي
إنْ لم يَكُنْ في العَوْدِ مِنْ أملٍ
رُحْماك... لا تُهْمِلْ خِطاباتي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :444  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 60 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج