شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فجر الخلاص
نشر الشاعر الكبير جورج صيدح سنـة 1971 قصيدةً داميةً بكى فيها الزعيـم الراحل جمال عبد الناصر، ونعـى علـى العرب انقسامهم وتخاذلهم، فأوحَـتْ إلى صاحب الديوان بهذه القصيدة على نفس البحر والقافية.
لا لَمْ يَهُنْ للضيمِ أحرارُ العَرَبْ
لا لَمْ تَمُتْ بصدورهم نارُ الغَضَبْ
إيمانُهم كالبحرِ إن يَنْضُبْ نَضَبْ
قُلْ للذي في نكبةِ الحقِّ ارتعبْ
لا بدّ يوما أن يغيبَ "أبو ذَنَبْ"
ويعودَ للوطنِ السليبِ مَنِ اغتربْ
أرأيتَ بُطْلاً في مراسيه استَتبْ؟
كم عاثرٍ من كَبْوِةِ الحظ انتصبْ
كم غاصبٍ أودَى ضحيةَ ما غَضَبْ
ليسَ البطولةُ أنْ ندوخَ من الغَلَبْ
إنَّ البطولةَ أنْ نقومَ مِنَ التَّرَبْ
ونخوضَ معركة المصيرِ ولا رَهَبْ
صَدَقوا... لقد كنَّا سيوفاً مِنْ خَشَبْ
صَدَقوا... لقد كنَّا جُنوداً مِنْ لُعَبْ
صَدَقوا… لقد كنَّا قنابلَ مِن حَبَبْ
نُرْمَى ولا نَرْمِي، ونَقْنَع بالهَرَبْ
ونُحاربُ الأعداء.. . لكنْ بالخُطَبْ
ونزجُّهم بالبحرِ… لكنْ في أدبْ
إنْ فاخرونا بالفتوحاتِ العَجَبْ
قُمْنا نفاخُرهم بآياتِ النَّسَبْ
ونردُّ كيدَهمُ بآلاتِ الطَّرَبْ
ونعيدُ بالصلواتِ صحراءَ النَّقَبْ
صَدَقوا… ولكن ذاك حالٌ وانقَلَبْ
اليومَ ثارَ الحقُّ وانجَلَتِ الرِّيَبْ
وانهارت العُزَّى وطاحَ "أبو لَهَبْ"
* * *
يا شاعرَ الثوراتِ يكسوها لَهَبْ
ويخوضُها فِكراً وقَلْباً ما اضطربْ
أشَجاكَ أنَّ فتى العروبةِ قَدْ ذَهَبْ؟
أشَجاكَ أنَّ أبا الفراقدِ قَدْ غَرَبْ
الحاملُ الأوزارِ عن جيلِ الوَصَبْ
الزارعُ الآمالِ في جيلِ الزَّغَبْ؟
أشجاك أنَّ العيدَ جاء بِلا صَخَبْ؟
متهافتَ الخُطُواتِ يَلْهَثُ مِنْ لَغَبُ
لا طيرَ غنَّى، لا بَشاشةَ لا قَصَبْ
أنَّى التفتَّ رأيتَ آثارَ الحَرَبْ
أشجاكَ أنَّ العُرْبَ شَعْبٌ وانشَعَبْ
تَقْواهمُ هَزْلٌ ورأسُهُمُ ذنَبْ
وسلاحُهم هَذْرٌ وعدَّتُهم جَلَبْ
يتقاتلون على المناصبِ والرُّتَبْ
يتزاحمون على سَخافاتِ الحَسَبْ
يتهافَتون على أباطيلِ اللَّقَب…
لا تيأسنَّ فَلَنْ يسوءَ المنقلَبْ
ماتَ النبيُّ فهل تَرَى مات العَرَبْ؟
حملَ الصحابةُ بعدَه علَمَ الغَلَبْ
وبنَوا رسالتَه على هامِ الهَضَبْ
لو أسلموا لليأس لاستشرَى اللَجَبْ
ولضاعَ ما بَذَلَ الشُّجاعُ من العَجَبْ
ومحا الخمولُ من الخواطرِ ما كَتَبْ
كَمْ واغلٍ لرسالةِ الحقِّ أشرَأبْ
يرجو الوجاهةَ والنباهةَ والنَّشَبْ
صَلَّى جُمادى ثم أهوَى في رَجَبْ
لَمْ يَجْنِ من أحلامه إلاَّ العَطَبْ
لم يُغْنِ عنه من أضلّ وما وَهَبْ
تَبَّتْ يداه وتَبَّ باطلُه وتَبْ
* * *
بُشْراك يا علَمَ الفصاحةِ والأدَبْ
هذي شُبولُ الفتح تَزْحَفُ عن كَثَبْ
يستقبلون النارَ غَيْثاً وانسَكَبْ
وقذائفُ البارودِ عِطْراً وانسَرَبْ
زهَتِ الخيامُ بهم على أزْهَى القِبَبْ
وتضاءلَ "الإِيوانُ" عن هذي الخِرَبْ
يستعذبون الموتَ للأخرى سَبَبْ
القُدْسُ مطلبُهم، وأعْظِمْ بالطَّلَبْ
وسعادةُ الجيلِ الجديد هو الأرَبْ
ولَدَتْهُمُ الصحراءُ في حُضْنِ الكَرَبْ
في بؤرة الحِرْمان، في ظِلِّ السَّغَبْ
وتشرّدوا زُمَراً يعضُّهم النَّصَبْ
أعراضُهم للواغل العادي سَلَبْ
وديارُهُم نَهْبٌ أُبيحَ لمن نَهَبْ
مأساتُهم مأساةُ حقِّ مُغتَصَبْ
نفضَ الغريبُ يديه منه وانسحَبْ
ورثَى القريبُ له ولكنْ ما اقتربْ
ثاروا... فيا وَيْحَ الدخيلِ وما ارتَكَبْ
وتدافعوا كالسَّيْل مَجْراه صَبَبْ
هَجَروا التواكُلَ للجهادِ وللدَّأبْ
للذَّوْدِ عن وَطَنٍ تمرّس بالنُّوَبْ
هَؤُلاءِ أجنادُ الخَلاصِ المرتقَبْ
هَؤُلاءِ أصحابُ الترابِ المستَلَبْ
هَؤُلاءِ جيشُ المجدِ لا جيشُ الشَّغَبْ
شتَّان سيفٌ للمروءةُ يُصطحبْ
ومهنّدٌ بدم الضعيف قد اختضَبْ
* * *
يا شاعرَ الفُصْحى فديتُ "فَمَ الذهبْ"
أحلَى العتاب عتابُ مجروحٍ أحبْ
قالوا تشاكى قلتُ لكنْ ما انتحَبْ
قالوا تقاسَى قلتُ لكنْ ما كَذَبْ
قالوا تشاءم قلتُ لكنْ ما نَعَبْ
ماذا عليه إذا تَوَجَّع واصطَخَبْ؟
جُرْحُ العروبة جُرْحُه أنَّى التهبْ
مَنْ عاش في الأحلامِ يحتقر الذَّهَبْ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :476  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 51 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج