شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في موكب الشهيد
في الذكرى الخمسينية لوقعة ميسلون، سنة 1970
هَتَكوا حماكَ وأنتَ لم تَثُبِ
أوَلَسْتَ من عدنانَ يا عَربي؟
لا تنتِسبْ إن لم تَكُنْ رَجْلاً
إنَّ الهَوَانَ يُطيحُ بالنَسبِ
أينَ الدمُ الفوَّارُ يَقْذِفُهم
بالوَيْلِ، بالزقُّومِ، باللَّهَبِ
أينَ الحميةُ، هَلْ هِيَ انطفأتْ
أم أنهَا ذَهَبَتْ مع السَّلَبِ؟
أَوَتِ السيوفُ إلى مخابِئها
يا ليتَها انكسَرَتْ ولم تَؤُبِ
أوَليتَها مِنْ قَبْلُ أنْ برَزَتْ
صَدِئَتْ فلم تَبْرُزْ ولم تَعِبِ
ما حَقَّقَتْ للحقِّ مِنْ أَرَبٍ
أو خيَّبَتْ للبُطْلِ مِنْ أرَبِ
لكأنَّها في الحرب مِنْ خَشَبٍ
وأقول مَعْذِرةً من الخَشَبِ
هل أوهموهما – والعُلا جَلَدٌ -.
أنَّ العُلا ضَرْبٌ من اللَّعِبِ؟
ليكادُ يخجلُ " ذو الفقار" بها
لولا بصيصٌ لاحَ عن كثبِ
هذي غطاريفُ الفِداء بَدَتْ
فاستبشروا بالأنجُم الشُّهُبِ
مِنْ كلِّ أَرْوَعَ في شمائِله
بَحْران مِنْ لُطْفٍ ومِنْ غَضَبِ
ريحُ الخلودِ تهبُّ عاطرةً
فوَّاحةً من كوخه الخرِبِ
ثاروا على الأعداء فانهزموا
وعلى الهوانِ فلاذَ بالهَرَبِ
من غَيْهَبِ الصحراءِ قد طَلَعوا.
نُوراً يشقُّ غياهِبَ الرِّيبِ
باعوا النفوسَ ليشتروا وَطَناً
هو عندهم كالعَيْنِ للهُدُبِ
أسيافُهم عَزْمٌ وتَضْحيةٌ
وعَتَادُهم ما شئتَ من دأبِ
يُعطُون لا خَوْفاً ولا طَمَعاً
شأنَ النَّدَى يَهْمي بلاَ سَبَبِ
تَعَبٌ حياتُهُم ولو رَضَخوا
لَنَجَوْا مِنْ التشريد والتعبِ
أعلَى مِنْ "الإِيوان" خيمتُهم
وتُرابُها أغلَى مِنَ الذَّهبِ
نَقَشَوا على الأسيافِ آيتَهم
القُدُسُ أمِّي والجليلُ أبي
* * *
يا راقداً في مَيْسلونَ سَقَى
بدمائِه حرِّيَّةَ العَربِ
لله وقفتُك التي جَعَلَتْ
صُغْرى الهضابِ أميرةَ الهَضَبِ
جالَدْتَ بالإِيمان تُطلقُه
ناراً بوَجْهِ الجَحْفل اللَّجِبِ
لم تُلْقِ بالَكَ للأُلَى زَعموا
أنَّ العِنَادَ مطيَّةُ العَطَبِ
طلبوا السلامةَ فاغتفرتَ لهم
ضَعْفاً تلَبَّس صورَةَ الأدبِ
خَذَلوك... إلاَّ حفنة وثِقَتْ
بالحقِّ وارتفَعَتْ عن الرِّيبِ
سارَتْ وراءك غيرَ عابئةٍ
بسفاسفِ الآراءِ والخُطَبِ
عزّ الغزاةُ بجيشِهِم وَزَهَا
حامِي الحِمَى بشبابِه النَّخِبِ
ما زِلْتَ تَضْرِبُهُم وتَضْرِبُهم
حتى سَقَطْتَ فريسة النَّصبِ
قَصَفَتْ شبابَك رَمْيةٌ وُصِمَتْ
بِالعارِ وَجْهَ الفاتِح الحِرَبِ
غلبوكَ لكنْ ساءَ طالِعُهم
كَمْ كَسْرةٍ أجدَى من الغَلَبِ
مِنْ مَغْرِب الدنيا أمدُّ يدي
رَيّاً إليك بزَهْرِه الرَّطبِ
مَثَوَاكَ مِحْرابي أطوفُ به
وأحومُ بالنَّجْوى على النَّصَبِ
تَرْنُو إليك الشمسُ خاشعةً
ويَغْضّ طَرْفُ الصارِمِ الذَّربِ
ذهبَ الأُلَى صَرَعَتْك رميتُهم
وبقيتَ فوقَ مدارجِ الحِقَبِ
يا قاهراً بالموتِ باطِلهم
آبَ الغُزاة إلى الحِمَى، فؤُبِ
صهيونُ حدَّد نابَه كَلباً
فاضْرِبْ منابِتَ نابِه الكَلبِ
هَيْهاتَ يخبُو للوغَى لَهَبٌ
ما دام في الدنيا " أبو لَهَبِ"
 
طباعة

تعليق

 القراءات :446  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 48 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[حياته وآثاره: 2007]

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج