أبداً... لم يَهُزنا الزلزالُ |
نحنُ قومٌ تشدُّنا الأهوالُ |
كلَّما غالَتِ النَّوائبُ فينا |
أملاً زاهياً نَمَتْ آمالُ |
كلَّما أطْبَقَتْ علينا الليالي |
ضَحِكَ الفَجْرُ أو أطلَّ هِلالُ |
لم نَهِنْ للخطوبِ مهما تمادَتْ |
نَتَردَّى، لكنَّنا لا نُنَالُ |
نَلْبَسُ الشمسَ بسمةً ونُوارِي |
خَلْفَها الجُرْحَ وهو دامٍ عُضالُ. |
غايةُ السُّخْفِ أَنْ تباهى بزَنْدٍ |
ثم تَبْكِي إذا دَهَاك وَبالُ |
قُلْ لصهيونَ لن ينامَ على الضيمِ. |
عَرينٌ، ولَنْ تَنِي أشْبالُ |
قد كَبوْنا في أولِ الشَّوْطِ لكنْ. |
كَبْوَةُ الحَرِّ في النضال نِضالُ |
قد عَثرْنا لكنَّنا ما اندثَرْنا |
سوفَ تأتي حالٌ وتَذْهبُ حالُ. |
إنْ يكنْ خاننا السلاحُ فإنَّا |
لم تَخُنَّا عقيدةٌ وخِلالُ |
لم نَزَلْ مِنْ سمائِنا تَطْلُع الشمسُ. |
ومنْ أفْقنا يَهُلُّ الجمالُ |
لم نَزَلْ نحملُ الهدايةَ للكون |
وتَمْشي في ظلِّنا الآجالُ |
لم نَزَلْ في معازفِ المَجْدِ لَحناً |
خالداً تَنْتشي به الأجْيالُ |
سوف نَبْري للثأر ظِفْراً وناباً |
عُدَّةُ النصر قُوةٌ واحتمالُ |
ما طُبِعْنا على التحدِّي ولكنْ |
ليس للضعفِ في الحياة مَجالُ |
عَبَثاً يفتحُ الدخيلُ ويبني |
لَنْ يردَّ القَضا بنونٌ ومالُ |
دَوْلةُ البُطْل والضلالِ سَتَفْنَى |
لا يَتِهْ باطلٌ ويَفْرَحْ ضلالُ |
رُبَّ نَصْرٍ كالإِثْم ينَضْحُ خِزْياً |
وانكسارٍ كالحقِّ فيه جَلالُ |
خابَ فألُ الذين أغْرَتْهُمُ الدنيا. |
فَصالوا مَعَ الدخيل وجَالوا |
والأُلَى خَارَ عَزْمُهم فاستكانوا. |
والأُلَى راشَ جُنْحُهم فاستطالوا. |
والأُلَى صَوّروا العُروبةَ بيتاً |
شادَه الوَهْمُ واصطفاه الخَيالُ |
في غدٍ يملأُ الفَضاءَ هَزيمٌ |
تتلاقَى على صَداه الرِّجالُ |
وتحومُ النسورُ في وَقْعةِ الثأرِ |
وتَمشي إلى الجبالِ الجبالُ |
وتموجُ السهولُ بالعَسْكر المِجَرِّ. |
وتَلْتَفُّ بالحديدِ التِّلالُ |
في غدٍ، يضحكُ الجليلُ، وتزهُو. |
راية يَعْرُبيّةٌ ونِصَالُ |
* * * |
يا حُماةَ الديارِ صلَّتْ عليكم |
ثاكلاتٌ وسَلَّمتْ أطْفالُ |
لا يَخبْ ظنُّهم ولا يَتَسرَّبْ |
وَهَنٌ في صفوفِكم أو كَلالُ |
مَهْدُ عيسى تناوَشَتْهُ الأفاعي |
والتقَتْ حَوْلَ قبره الأصلالُ |
فثِبُوا الوثْبَةَ المرجَّاة يُورقْ |
أملٌ ذابلٌ وتَخْصُبْ رمالُ |
حين يمشي رَكْبُ العروبة صفَّاً. |
واحدَ الرأي تنتهي " إسْرال"
(1)
. |