شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الثائر المقدس
وقَفْتُ على حبِّ الديارِ فؤادي.
فقلبي بوادٍ والعَذولُ بوادِ
تضَاحَك مني واسْتَخَفَّ بغُصَّتي.
وشوَّه بالغَمْزِ الخفيِّ رشادي
يقولُ: تَمَتَّعْ بالصَّبابةِ والهَوَى
فكلُّ شبابٍ صائرٌ لِنَفادِ
غداً يَتَعَرَّى الرَّوْضُ مِنْ كلِّ فِتْنَةٍ.
ويُطْرِقُ مَيَّادٌ وَيَسْكُتُ شادِ
إذا أنتَ لم تَشْبعْ وَترْوَ على الثَّرى.
فزادُكَ في أخراك أعْجَفُ زادِ
إذا أنت لم تَنْهَبْ من العُمْرِ فُرْصَةً.
لقلبكَ، لم تَظْفرْ بغير رَمادِ
إذا أنتَ لم تُطلِقْ جناحَك في الهَوَى.
فعقلُكَ مَغْلولٌ وجَهْلُك بادِ
ستبكي، ولكنْ حين لا ينفعُ البُكا.
وتُكْسى على ما فاتَ ثَوْبَ حِدادِ.
حنانيك يا قاسي اللِّسانِ فإنما
مُرادُك في دنياكَ غَيْرَ مُرادي
كِلانا شَجٍ، لكنَّ رُوحي تمرّدتْ.
على الحُسْنِ لم أُسْلمْ إليه قِيادي.
يهزُّ الربيعُ الطَّلقُ كامنَ صَبْوتي.
ويسبِي هَدَيل الساجِعاتِ فؤادي.
وتُطربُني في سامرِ الحيِّ ضجَّةٌ
تلوكُ من الأخبار كلَّ مُعادِ
وَتسْحرُني فَدْوَى (1) برائع شعرها.
وتُسْكِر أسماعي بصوتِ نِهادِ
وتملأُ "غلوائي" خيالي ومُهْجتي.
وتَشْغلُني في يَقْظتي ورُقادي
ولكنني أنْسَى المباهجَ كلَّها.
إذا نَهَشَتْ نابُ الخُطوبِ بلادي.
وكيفَ تسوغُ الطَّيباتُ لشاعرٍ .
وسادتُه مِنْ عَوْسَجٍ وقَتادِ
يرى أهلَه في مِحْنةٍ إثْرَ مِحْنةٍ
يَعيثُ بهم عاتٍ ويَعْبَثُ عادِ
تُشَرِّدهم في النائباتِ حواضرٌ.
وتأكلُهم في الكارثاتِ بَوادِ.
فيلذَعُه جُرْحٌ وتَكْويه حَسْرَةٌ.
على طارفٍ مِنْ مَجْدِهم وتِلادِ .
غزاهُم عبيدُ السَّوْطِ يَحْمي ظهورَهم.
جَرادٌ من الأعوانِ خَلف جَرادِ.
وتحرُسُهم في البرِّ والبحرِ والسما.
رَوائحُ بالموتِ الزُؤام غَوادِ
أعدُّوا ليومِ الهَوْلِ نارَ جنهمٍ.
وحارَبَهم قومي بغيرِ عَتادِ
فدارَتْ على الحقِّ الدوائرُ وانحنَى.
جبينُ العُلا للباطلِ المتمادي
وهلَّلَ للنصرِ الهَجين زَعانفٌ
يَضيقُ بهم نادٍ ويَبْرُم نادِ
أرادَ لهم "بلفُور" داراً ودَوْلةً
يَرفُّ لواها في رُباً ووِهادِ
فأقطَعهم مَهْدَ المسيحِ هَديةً
كما تَهَبُ المحتاجَ كَسْرةَ زادِ
فيا لَسَخاءٍ يُحْمَدُ البُخْلُ عندَه
ويا لَزنيمٍ في ثيابِ جَواد!
* * *
ويا وطني ما هدَّتِ الطودَ زَعْزَعٌ .
فماذا إذا جارَتْ عليكَ عَواد؟.
كَبَوْنا ولكنْ ما كبَتْ عَزماتُنا
ولا مات نُورٌ في الجوانحِ هادِ
كَبَوْنا ولكنْ لم نُعَفِّرْ جباهَنا
ولم تتزعْزَعُ في النفوسِ مَبادي .
كَبَوْنا ولكنْ لن ننامَ على الأذَى.
كَبَوْنا. أَتُزْرِي كَبْوةٌ بجوادِ؟
غداً تَتَنادَى للعظائمِ أمتي
ويَدْعو إلى الثأر المقدَّسِ حادِ
وتَرْقَى سماءَ القَُدْسِ رايةُ يَعْرُبٍ
ويضحَكُ منكوبٌ ويَنْقَعُ صَادِ.
سنسقو... ولكن لا تَلُمْنا جُهَينةٌ .
فأَظلَمُ منا يا جُهَينةُ بادي
1 آب 1967
 
طباعة

تعليق

 القراءات :444  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 40 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج