شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ليلة العروبة
ما للِمدامعِ في عَيْنيكَ تَخْتلجُ
حَمراءُ يهدرُ فيها الحقدُ والوهَجُ.
اَقْضي لياليكَ في غمِّ وفي أرقٍ
والقومُ حولَك لا اغْتمُّوا ولا نَشَجوا.
حَيْرانَ وَلْهانَ لا تُريكَ زَنْبَقةٌ
ولا يهزُّ هَواكَ البُلْبُلُ الهَزِجُ
هَلاَّ انتصرتَ على ما فيك من وَهَنٍ.
خَطْبُ الذي فقدَ الإِيمان مُزْدَوجُ.
الصبرُ خَيْرُ ملاذٍ في البلاء، فقدْ.
يجيءُ بعد اشتداد المِحْنةِ الفَرَجُ.
لم يَخْنَعِ العُرْبُ للبلوَى ولا انطفأتْ.
نارٌ على دَمَدَماتِ الثأرِ تَعْتَلجُ
قُلْ للذين تَمادَوا في ضَلالَتِهم
لن يَبلغَ النجمَ في تَصْعيده دَرجُ.
مَنْ ليس يُرْشِدُه عقلٌ ومَوْعظةٌ.
هَيْهاتَ تُرشِدُه الأقباسُ والسُّرُجُ.
غداً تَهبُّ رياحُ الحقِّ صاخِبةً
غَضْبَى، فتجرفُ مَنْ خانوا ومَنْ خَرجوا
ومَنْ تراخَوا ومَنْ ماتَتْ غزائمُهم.
ومَنْ توانَوا ومَنْ فِي إثْرهم دَرَجوا.
اللهُ أكبرُ، نادَى المجدُ واستبقَتْ.
إلى مواكِبِه الأقدامُ والمُهَجُ
إنَّا لمنْ أمةٍ طابَتْ أرومتُها
فليسَ في خَلْقها عَيْبٌ ولا عِوَجُ.
تألَّبتْ حولَها الأطماعُ واجْتَمعتْ.
على موارِدها الأصلالُ والهَمَجُ.
يَمُضُّها الجرحُ لكن لا يُزَلزلُها
وَيَنْهَشُ القيدُ رجلَيها وينزلجُ
ما ودَّعَتْ أملاً إلاَّ إلى أملٍ
كالرَّوضِ يَذْوي ويَبْقَى النورُ والأرَجُ.
لئن غَزاها عبيدُ السُوطِ، فليثقوا.
أن سوفَ نُخْرجهُم مِنْ حيثما وَلَجوا.
الحقُّ عُدَّتُنا في حَرْبِ باطِلهم
والسيفُ حُجَّتُنا إن أعوزَتْ حُجَجُ.
دارُ العروبةِ للأحلافِ مَضْيَفةٌ
لكنَّها القبرُ للأجلافِ يَنْفَرجُ
سَطا عليها غُزاةُ الشرقِ واندثَروا.
ومرَّ فيها بُزاة الغَرْبِ واندرَجُوا.
لم يَبْقَ منهم ومِنْ آثارِ دَوْلتِهِم
سوى أساطيرُ باللعناتِ تمتزجُ
اللهُ يشهدُ ليس الحقد شيمتَنا
وليسَ في صَدْرِنا ضِيقٌ ولا حَرَجُ.
لكنْ إذا غَمَزَ الزاري كَرامَتنا
ثارَ العجاجُ ومادَ السَّهْلُ والجَرَجُ.
لتبرأُ الضادُ ممَّن لا يُحركُهم
دمٌ يُراقُ… ويَستهويهمُ غَنِجُ
يَجْرون في حَلَبات الخِزْيِ عاصفةً.
فإن أهابَ بهم صوتُ العُلا عَرَجوا.
* * *
يا آلَ صُهيون – والدنيا مداولَةٌ - .
بنيتُمُ دَولةَ العدوانِ فابتهجوا
"بلفورُ" أعطاكُمُ مِنْ جيْبِنا وَطَناً.
هذا هو المَثَلُ الأعلى لمن نَهَجُوا.
دَمْعُ اليتيم شرابٌ في مجالسِكم.
وزَفْرةُ الشيخِ في أسماعِكم هَزَجُ.
لا تتركوا حَسْوةً في كأسِكم لَغدٍ.
فربما افْترَسَتْكُم في غدِ لُجَجُ
مَنْ يزرعِ النارَ لم تَسْلَمْ أصابعُه.
ومَنْ يَعِشْ أهْوَجاً أوْدَى به الهَوَجُ.
لَيْلُ العروبةِ داجي الوجهِ مُعْتكرٌ.
لكنما فَجْرُها لا بدَّ مُنْبَلِجُ
لَنْ يسكتَ العُرْبُ عمَّا قد ألمَّ بهم.
ما دام فيم دَمُ الإِيمان يختلجُ
2 تموز 1967
 
طباعة

تعليق

 القراءات :419  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 37 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

التوازن معيار جمالي

[تنظير وتطبيق على الآداب الإجتماعية في البيان النبوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج