شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
للعرب كرّات
لا يفرحِ العادي ولا يَسْتأسد
سَيْفُ العروبةِ مُصْلَتٌ لم يُغْمدِ
الجولَةُ والأولى ترَكْناها له
لكن ستأكلُه النَّدامةُ في غَدِ
هيهاتَ تحيا دولةٌ ولدتْ على
مَهْدِ الرذيلةِ قَبْلَ حين المَوْلدِ
لا يَرْجُونَّ من النيوبِ سلامةً
من جاسَ مملكةَ الهِزَبْرِ الأصْيدِ
الحِلْم قد يُجدي ولكنْ ربَّما
أودَى بحُسْنِ القَصْدِ لؤمُ المُجْتَدي.
لولا دعاةُ الهُدْنةِ الشؤمَى لَمَا
ظَفِرَ الغريقُ الأشْعبيُّ بمُنْجِدِ
خَسِئ الذينَ توهّمونا أمَّةً
نامَتْ على شَوْك الهَوان الأنكَدِ.
تأبَى الكرامةُ أن نَذَلَّ لواغِلٍ
وَقِحٍ، ونُغْضي عَنْ دَخيلٍ مُعْتدي.
الحقدُ ليسَ الحقدُ مِنْ أخلاقِنا
لكنْ متى انسُقْنا إليه نَحقِدِ
نحنُ النجومُ الزُّهْرُ لم يُخْمدْ لها
ألَقٌ ولَنْ يُرقَى لهنَّ بمُصْعَدِ
نحنُ الصخورُ الراسياتُ تضاحَكَتْ.
أقدامُها مِنْ كلِّ مَوْجٍ مُزْبدِ
نحنُ النسورُ يزلُّ عن آفاقِها
سهمُ الردَى وتَضِلُّ عينُ الهُدْهُدِ.
رُضْنا الزمانَ فما تمرَّدَ صَرْفُه
إلاَّ تمرّدْنا على المُتَمَرِّدِ
المَكْرُمَاتُ ترعرعتْ في أرضِنا
وتألَّقتْ منها حروفُ الأبْجدِ
كَمْ قيل مُتْنا ثم هبَّتْ ريحُنا
فإذا عبيدُ السَّوْطِ قوتُ المَوْقِدِ
من كان يُبعثُ مرّتين فإننا
مِنْ حيثُ تَحتضِرُ الممالكُ نبتَدي.
تاريخُنا لم يَحْوِ في صفحاته
إلاَّ أماثيلَ النَّجَى والسُّؤْدَدِ
نورُ الهدايةِ شعَّ مِنْ آفاقِه
فلْيَهْتَدِ الضِّليلُ أو لا يهتدِ
* * *
مَنْ ينبئُ الشذَّاذَ أن وجودَهم
في مطلعِ الأنوارِ أنكى مَشْهَدِ
لم يعرفِ الأدنَى أشَدَّ مَضَاضَةً
منه ولم يَخْطُر لبالِ الأبْعَدِ
تَقْذَى به عينُ الفضيلة والعُلاَ
وَتَمجُّه نفسُ الكريمِ الأمجدِ
للعُربِ كرّاتٌ، وربّ هزيمةٍ
حَبِلَتْ بيومٍ للأعادي أسودِ
في ذمةِ الأسيافِ تطهيرُ الحِمَى
منهم ومِنْ مُتَلَوِّنٍ مُتَردِّدِ
.شرٌ مِنَ العادي تَستُّرُ مارقٍ .
ومِنَ اليهود وقاحةُ المُتَهَوِّدِ.
* * *
يا هائمينَ بكلِّ وادٍ بَلْقَعٍ
ومشرَّدين بكل قَفْرٍ فَدْفَدِ
مَهْلاً فقد يَهمي السحابُ وينقضي.
ليلٌ ويضحكُ كلُّ وجهٍ أرْبَدِ
اليأسُ مَضْيَعةُ الرجال فأوصِدُوا.
من دونِهِ باباً لكم لم يُوصَدِ
لا بدَّ من يوم أغرَّ مُحَجَّلٍ
يُروَى به ثأر النسور الشُّرَّدِ
سَيَدُكُّ جيشُ الحقِّ دولةَ "كُوهِنٍ" .
ويَزِجُّ "كوهنَ" في الحضيض الأَوهَدِ.
ستعودُ للأرض السليبةِ رايةٌ
عربيةٌ معقودةٌ بالفَرْقَدِ
ستعيِّدُ الدنيا غداً لرجوعِكم
فنظارِ يا شُمَّ الأنوفِ إلى غَدِ
أيار 1967
 
طباعة

تعليق

 القراءات :427  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 35 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

التوازن معيار جمالي

[تنظير وتطبيق على الآداب الإجتماعية في البيان النبوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج