شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
العملاق الأسود
تمرّد بطل الملاكمة العالمي، محمد علـي اكـلاي (كاسيوس اكلاي) على قانون التجنيد العسكري في بلاده -الولايات المتحدة-، وأصرَّ على القول إنه انسجاماً مع عقيدته وضميره لن يشتـرك في تقتيل شعب "فيتنام" الضعيف الآمن مهما تعرّض للمكاره. وقد أثارتْ وقفتُه هذه غضب الدولة، فتهددته بالسجن والملاحقة، وامتدت الغضبة إلى جمعية الملاكمة العالمية فجردته من تاجه ولقبـه، ولكن البطل لم يتراجع واستمر يُقـاوم السلطات ويتحداها قولاً وعملاً.
مَرْحى لطلعتِك السوداءِ يا بطلُ.
حامَتْ عليك قلوبٌ والتَقَتْ مُقَلُ.
ثار البُغاثُ فلم تعبأ بثَوْرتهم
يا ريحُ يا ريحُ لن يَدرِي بكِ الجبلُ.
لله وقفتُكَ الشّماءُ كم كَشَفَتْ.
سِتْراً، وكم صَحَّحَتْ ما زيّف الدَّجَلُ.
قالوا تخلَّيتَ عن أهلٍ فقلتُ لهم.
لا يُنكر الأهلَ إلاَّ الأرذلُ النَّغِلُ.
اللهُ يشهدُ لم تأثمْ كما زَعموا
لكن كَفَرْتَ بما قالوا وما فعلوا.
كفرتَ بالقتل والتشريدِ في بلدٍ.
تَنَازَعَتْ دَمَه الأحقادُ والأسَلُ
كفرتَ بالحربِ يُذكيها قَراصِنةٌ.
صَلُّوا على صَنَمِ الأطماع واقتتلوا.
ماتت على رنَّةِ الدولارِ نَخْوتُهم.
وجَفّ أكرمُ ما في الأوجه الخجلُ.
بِيضُ الإِهابِ ولكن في جوانِحهم.
لَيْلٌ على قَذَر الأخلاق مُنْسَدِلُ.
مصائرٌ الناس تشكو منهمُ لهمُ
كما شَكَا همَّه للذئبةِ الحَمَلُ
لم يَعْلُ قبلك صوتٌ صكّ مَسْمَعَهم.
ولا تناهَبَهم من قبله وَهَلُ
كأنه الأجَلُ المحتوم فاجأهمْ
وكيفَ يأمنُ مَنْ صَيّاده الأجلُ؟.
حاروا بأروعَ ما فيه خُلْقه عِوَجٌ.
حُرُّ الضمير، ولا في رأيه خَطَلُ.
وقال قائلُهم هَيَّا نهدِّدُه
فقد يخاف على آماله الرجلُ
نُبقي له التاجَ إن يَرْضَخْ لدعوتِنا.
وإن عصانا فلا تاجٌ ولا بَدَلُ
فصُحْتَ في وجْهِهِم كالنِّسِر تَجْلِدُهم.
بِقَالةِ الحقِّ، لا خوفٌ ولا وَجَلُ.
التاجُ؟ لا ليسَ لي بالتاج مِنْ طَمَعٍ.
حَسْبي رِضَى الله، حَسْبي غيثُه الهَطِلُ.
لم يَسْمُ بي لَقَبٌ، إني سَمَوْتُ به.
لا يَرْفَعُ المرءَ إلاَّ الخُلْق والعَمَلُ.
خُذوه عني فقد أشبعتُه تَرَفاً
لا عِشْتُ إن كان لي في هَزْلِكُم شُغُلُ.
لا لَنْ تَمَسَّ دماءُ الأبرياء يدي.
ولنْ يحومَ على اسمي الدودُ والنَّمِلُ.
لا لَنْ أحاربَ شعباً جائعاً وصِباً.
كي يغتني ثَعْلَبٌ أو يزدهي جُعَلُ.
هلَّلْتُ للسجن إن يحرصْ على شَرَفي.
وللسلاسل إن يُؤمنْ بها الزَّلَلُ….
صوتٌ تراقصتِ الدنيا لنَبْرتِه
كما تراقَصَ في أحلامه ثَمِلُ
* * *
يا أسودَ الجلد لم يُبطر تواضعَه
نصرٌ، ولا فتّ في إيمانه فَشَلُ
إني لألمحُ في عينيك عَنْتَرةً
بشراكِ يا عَبْسُ عاد الفارس البَطَلُ.
عاد الأميرُ ولكن ليسَ في يده
سَيْفٌ يُهاب ولا في قَلْبه "هُبلُ" .
للسِّلْم يدعُو وللمعروفِ في بلدٍ.
لم يَبْقَ لله فيه مَنْزلٌ خَضِلُ
إن ينصروه فقد راجتْ تجارتُهم.
أو يَخْذلوه فإن الحقَّ ما خَذلُوا.
قد باء باللعنةِ الكبرَى " أبو لَهَبٍ" .
وظلَّ طَهَ هو المشكاةُ والمَثَلُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :426  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 31 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.