حَيِّ الجزائرَ ثورةً ورجالا |
واصْدَحْ، فقد وجدَ القَريضُ مجالا. |
ما كلُّ قولٍ يُستجادُ مكرراً |
جَدِّدْ وإلاَّ كان ماؤُك آلا |
يا شاعرَ الثوراتِ يَلْبِسُ نارَها |
ويخوضُ غَمْرتهَا يداً وخَيالا |
لا عُذْرَ للمتجاهلين تخارسوا |
إنّ البطولةَ تُنْطِقُ الجُهَّالا |
لم تَرْتفعْ في دَار يَعْرُبَ صَيْحةٌ |
إلاَّ اندفعتَ وراءها زِلزالا |
للحقِّ تسهرُ، للعروبةِ، لِلْعُلا |
بئسَ الأديبُ يرى السعادة مالا. |
هذا مقامُ الشعر فاهتِفتْ باسمه. |
عزّ القريضُ على الدّعيِّ مَنالا |
لَبِسَتْ رُبى "أوراسَ" حُلَّة عيدِها. |
هَلاَّ طلعتِ على الصباح "بلالا"؟. |
قُلْ للذي ظنَّ الجزائرَ لُقْمةً |
ساغَتْ لآكلها، ظَنَنْتَ مُحالا |
كم سَعْفةٍ ذَبَحتْ حساماً قاطعاً. |
ولربَّ شرَّدتْ رِئْبالا |
لا يشمخُ الغازي بدباباته |
الحقُّ أرهبُ صولَةً وقتالا |
يخشى المنيةَ مَنْ يُساق إلى الوَغَى. |
وتخافُه مَنْ خاضها استبسالا |
شَرَفاً حماةَ الدارِ قد أكسبتُمُ |
وجهَ العروبةِ رَوْعةً وجَمالا |
خيَّبتُم فألَ الذين توهّموا |
أن العَرينة لم تَلِدْ أشبالا |
مِنْ " هانبالَ" إلى "جميلةَ" لم تَزَلْ. |
أرضُ الجزائر تُنبتُ الأبطالا |
في كلِّ شِبْرٍ من ثَراها صفحةٌ |
للمجد تَسْطَعُ هَيْبةً وجَلالا |
كُتِبتْ ولكنْ بالدماء زَكيةً |
وتَبَرْعَمتْ كلماتُها آمالا |
قَهَرتْ "أتيلا" دولةً وسياسةً |
وَقَضَتْ عليه فتنةً وضَلالا |
ظنَّ الإِبادة خطةً تُجدي، فلم |
تُثْمرْ، وزادَتْه عَمَىً وخَبالا |
ما أضيعَ المتسلِّحين بباطلٍ |
أرأيتَ أخسرَ أوْ أذلَّ مآلا؟ |
ما في الظلام سوى الوَبالِ لخابطٍ. |
فَخُذِ النهارَ إذا خشيتَ وَبالا |
* * * |
يا جيرةَ " الصحراء" يَجمعُ بيننا. |
نَسَبٌ تفتَّح فِكْرةً وَنِضالا |
حطَّمتُمُ قَيْدَ الغريبِ فحاذِروا |
قَيْداً أشدَّ نكايةً ونكالا |
الجهلُ للأفكار قبرٌ مُظلمٌ |
يُعمي العيونَ ويَخْنُق الأعمالا |
فيئوا إلى الفُصحى، فإنَّ جناحَها. |
أحنَى على المتفيِّئينَ ظِلالا |
وَسِعَتْ علومَ الأولين ولم تَضقْ. |
صَدْراً بعلمِ الآخرين وَبالا |
وقَفَتْ بوجه الفاتحينَ عَزيزةً |
وَتَحدَّتِ الأجيالَ والآجالا |
هي أمُّكُم مُنْذُ الوجودِ وأُمُّنا |
والأمُّ أرْضٌ تُنْبتُ الأجْيالا |
نَهْوَى لعزَّتها الكفاحَ ونزدري |
في حُبِّها الأخطارَ والأهوالا |
ماذا إذا زَعمَ الضفادعُ أنَّها |
طَلَلٌ يزيدُ على الزمان هُزالا؟ |
سنُحِبُّ كلَّ هزيلةٍ من أجلها . |
ولِعَيْنِها سنُمَجِّدُ الأطلالا |