شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كفرت بالعيد
في ذكرى الجلاء، سنة 1951
لا العيدُ عِيدي ولا الأعلامُ أعلامي.
فارفِقْ بِدَمْعِي، ولا تَهْزأْ بآلامي.
لم يبقَ في مَزْهري لَحْنٌ ولا وَتَرٌ.
لِيَرْحَمِ اللهُ أحلامي وأوهامي
هاضَتْ رياحُ الأسى واليأسِ أجنحتي.
وحطَّمتْ غَضْبةُ الأرْزاءِ أقلامي.
كَفَرْتُ بالعيدِ نَمشي في مواكبِهِ.
على جراح مثاكيلٍ وأيْتامِ
كَفَرْتُ بالعيد نُغْضي فيه من خَجَلٍ.
ونَخْفضُ الرأسَ من ذُلٍّ وإرغامِ.
دُنْيا العروبةِ غَرْقَى في مآتمِها
فكيفَ أجْرَحُ سَمْعَيها بأنغامي؟.
ضاعَتْ سفينتُها في غَمْرِ داهيةٍ.
دَهْماء تَضْربُها بالمزبدِ الطَّامي
يا ناعمَ البالِ لا تَشْمَتْ بنَكْبِتها.
ولا تَكُنْ طعنةً في جُرْحها الدامي.
عارٌ على الحرِّ أن تسقيه غادية.
إذا تحرَّق في رَمْضائه ظامِ
الرقصُ إلاَّ على الأجداثِ مُغْتَفَرٌ.
أعوذُ بالله من سَهْمٍ ومِنْ رامِ
قالوا الجلاءَ فأبكاني هَزيجُهُم
ليسَ الجلاء سوى أضغاثَ أحلامِ.
الجاهليةُ في الأرواحِ سائدةٌ
يا ربِّ قَيِّضْ لها حَطَّامَ أصنامِ
أيخرجُ العبدُ مِنْ قيدِ الهوانِ إذا.
أوهمتَه أنه مِنْ صُلْب حِيرامِ؟
لم يبرحِ النيرُ في الأعناق يُرْهِقُها.
وإن تبدَّلَ حُكَّامٌ بحكَّامِ
أنَّى التفتَّ تَرَى الأطماعَ جائشةً.
والناسَ ما بين مَظْلومٍ وظَلاَّمِ
ووحدةَ الوطنِ الدامي مُمَزقةً
على مَخالبِ أحزابٍ وأحزامِ
يا حائمينَ على أشلاءِ أمتِكم
ماذا تركْتُم لسَرحانٍ وضِرْغامِ؟.
صُونوا حَمَى الوطن المَهْتوك جانبُه.
ثم اسلُبوه بقايا دَمْعِه الهامي
هذي فلسطينُ في الأغلال راسِفةٌ.
ينوشُها السَوْطُ من خَلْفٍ وقُدَّامِ.
لولا الخيانةُ لمْ تُوطأ كرامتُها
ولم تَهِنْ لصعاليكٍ وأقزامِ
يا فتنة المال كم أغْوَيت مِنْ قَلَمٍ.
وكم جَنَيتِ على تاجٍ وصَمْصامِ.
لأجلِ عينيك قد ضحَّتْ زعامتنا.
مَهْدَ المسيح على أقدام حاخامِ.
* * *
صبراً فلسطينُ فالدنيا مُدَاولةٌ
والفَجْرُ يَطْلُع من دَيْجوره العامي.
إنْ لم يرفرفْ لواء الحقِّ ثانيةً
على رُباك فلن تنجو رُبى الشامِ.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :519  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 19 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج