لا العيدُ عِيدي ولا الأعلامُ أعلامي. |
فارفِقْ بِدَمْعِي، ولا تَهْزأْ بآلامي. |
لم يبقَ في مَزْهري لَحْنٌ ولا وَتَرٌ. |
لِيَرْحَمِ اللهُ أحلامي وأوهامي |
هاضَتْ رياحُ الأسى واليأسِ أجنحتي. |
وحطَّمتْ غَضْبةُ الأرْزاءِ أقلامي. |
كَفَرْتُ بالعيدِ نَمشي في مواكبِهِ. |
على جراح مثاكيلٍ وأيْتامِ |
كَفَرْتُ بالعيد نُغْضي فيه من خَجَلٍ. |
ونَخْفضُ الرأسَ من ذُلٍّ وإرغامِ. |
دُنْيا العروبةِ غَرْقَى في مآتمِها |
فكيفَ أجْرَحُ سَمْعَيها بأنغامي؟. |
ضاعَتْ سفينتُها في غَمْرِ داهيةٍ. |
دَهْماء تَضْربُها بالمزبدِ الطَّامي |
يا ناعمَ البالِ لا تَشْمَتْ بنَكْبِتها. |
ولا تَكُنْ طعنةً في جُرْحها الدامي. |
عارٌ على الحرِّ أن تسقيه غادية. |
إذا تحرَّق في رَمْضائه ظامِ |
الرقصُ إلاَّ على الأجداثِ مُغْتَفَرٌ. |
أعوذُ بالله من سَهْمٍ ومِنْ رامِ |
قالوا الجلاءَ فأبكاني هَزيجُهُم |
ليسَ الجلاء سوى أضغاثَ أحلامِ. |
الجاهليةُ في الأرواحِ سائدةٌ |
يا ربِّ قَيِّضْ لها حَطَّامَ أصنامِ |
أيخرجُ العبدُ مِنْ قيدِ الهوانِ إذا. |
أوهمتَه أنه مِنْ صُلْب حِيرامِ؟ |
لم يبرحِ النيرُ في الأعناق يُرْهِقُها. |
وإن تبدَّلَ حُكَّامٌ بحكَّامِ |
أنَّى التفتَّ تَرَى الأطماعَ جائشةً. |
والناسَ ما بين مَظْلومٍ وظَلاَّمِ |
ووحدةَ الوطنِ الدامي مُمَزقةً |
على مَخالبِ أحزابٍ وأحزامِ |
يا حائمينَ على أشلاءِ أمتِكم |
ماذا تركْتُم لسَرحانٍ وضِرْغامِ؟. |
صُونوا حَمَى الوطن المَهْتوك جانبُه. |
ثم اسلُبوه بقايا دَمْعِه الهامي |
هذي فلسطينُ في الأغلال راسِفةٌ. |
ينوشُها السَوْطُ من خَلْفٍ وقُدَّامِ. |
لولا الخيانةُ لمْ تُوطأ كرامتُها |
ولم تَهِنْ لصعاليكٍ وأقزامِ |
يا فتنة المال كم أغْوَيت مِنْ قَلَمٍ. |
وكم جَنَيتِ على تاجٍ وصَمْصامِ. |
لأجلِ عينيك قد ضحَّتْ زعامتنا. |
مَهْدَ المسيح على أقدام حاخامِ. |
* * * |
صبراً فلسطينُ فالدنيا مُدَاولةٌ |
والفَجْرُ يَطْلُع من دَيْجوره العامي. |
إنْ لم يرفرفْ لواء الحقِّ ثانيةً |
على رُباك فلن تنجو رُبى الشامِ. |