شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في عيد الميلاد
ماتَتْ على شَفَة البلوَى أناشيدي.
يا مَنْ يُعيد ليالي الراحِ والعودِ
جاء الربيعُ فما هزَّتْ بشائرُه
قَلْبي ولا أنعشَتْ أنفاسُه عودي.
يا صاحبَ العيد لا تشفِقْ على جسدي.
لكنْ على أملٍ في القلبِ موؤودِ.
ما ضرّ لو جَبَرَتْ نُعماك أجنحتي.
ونَضَّرتْ كفُّك الندياء أملودي؟.
السجنُ أوسعُ مِنْ دُنْيا لذي أملٍ.
والأرضُ أضيقُ من سجنٍ لِمَفؤودِ.
لولا صَدَى في حنايا الصدْرِ يهتفُ بي.
الروحُ خالدةٌ والجسمُ لِلْدودِ
لانْبَتَّ ما وصلَ الإيمانُ من سَبَبٍ.
بيني وبينَك واستهترتُ بالعيدِ
يا باذِرَ الحبِّ في صحراءَ قاحِلَةٍ.
هَلْ ينبتُ الزهرُ في صَدْرِ الجَلاميدِ؟.
تكالبَ الناسُ حولَ المال وازدحمتْ.
على الدَّنايا نفوسُ البيض والسودِ.
وأضرموها جَحيماً مِنْ مَطامِعِهم.
أوْدَتْ بأسمَى معاني الحبِّ والجودِ.
فكيفَ يُلقِي إلى أسماعهِم سبباً
هَدِيلُ وَرْقاءَ أو تَصْداح غِرِّيدِ؟.
ضاعتْ تعاليمُك السمحاءُ في لججٍ.
من الطُّقوسِ وماتتْ في التقاليدِ.
لم يَبْقَ من ملكوتِ الحق في يَدِنا.
إلاَّ سفاسفُ تَرْتيلٍ وتَرْديدِ
في كل حرفٍ من الإِنجيل فَلْسفةٌ.
تزهو بِبُرْدَين من وَحْيٍ وَتَجْديدِ.
ونحنُ في دَرَكٍ يُفضي إلى دَرَكٍ
لاهُون عنها بتأكيدٍ وتَفْنيدِ
يا مَنْ يصومُ وفي أعماقه نَهَمٌ
ومَنْ يُصلِّي وعيناه على الغيدِ
إنْ لم تَقِ النفسَ شرَّ المُغْريات ولَمْ.
تَغْسلْ ضميرَك مِنْ غِلٍّ وتَهديدِ.
فما صيامُك إلاَّ جوعُ مُقْتصدٍ
وما صلاتُك إلاَّ هَذْرُ مَكْدودِ
* * *
يا صاحبَ العيد عادَ المُجْرمون إلى.
بيتِ الصلاة، وأبناء المناكيدِ
فأين صوتُك يَدْوي في مسامعهم.
وأينَ سَوْطُكَ يَهَوي في الأخاديدِ (1) .
لَن يستريحَ ثَرَىً قدَّستَ تربتَه.
حتى تخلِّصَه من شرِّ تَهْويدِ
1949
 
طباعة

تعليق

 القراءات :763  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 17 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج