| ماتَتْ على شَفَة البلوَى أناشيدي. |
| يا مَنْ يُعيد ليالي الراحِ والعودِ |
| جاء الربيعُ فما هزَّتْ بشائرُه |
| قَلْبي ولا أنعشَتْ أنفاسُه عودي. |
| يا صاحبَ العيد لا تشفِقْ على جسدي. |
| لكنْ على أملٍ في القلبِ موؤودِ. |
| ما ضرّ لو جَبَرَتْ نُعماك أجنحتي. |
| ونَضَّرتْ كفُّك الندياء أملودي؟. |
| السجنُ أوسعُ مِنْ دُنْيا لذي أملٍ. |
| والأرضُ أضيقُ من سجنٍ لِمَفؤودِ. |
| لولا صَدَى في حنايا الصدْرِ يهتفُ بي. |
| الروحُ خالدةٌ والجسمُ لِلْدودِ |
| لانْبَتَّ ما وصلَ الإيمانُ من سَبَبٍ. |
| بيني وبينَك واستهترتُ بالعيدِ |
| يا باذِرَ الحبِّ في صحراءَ قاحِلَةٍ. |
| هَلْ ينبتُ الزهرُ في صَدْرِ الجَلاميدِ؟. |
| تكالبَ الناسُ حولَ المال وازدحمتْ. |
| على الدَّنايا نفوسُ البيض والسودِ. |
| وأضرموها جَحيماً مِنْ مَطامِعِهم. |
| أوْدَتْ بأسمَى معاني الحبِّ والجودِ. |
| فكيفَ يُلقِي إلى أسماعهِم سبباً |
| هَدِيلُ وَرْقاءَ أو تَصْداح غِرِّيدِ؟. |
| ضاعتْ تعاليمُك السمحاءُ في لججٍ. |
| من الطُّقوسِ وماتتْ في التقاليدِ. |
| لم يَبْقَ من ملكوتِ الحق في يَدِنا. |
| إلاَّ سفاسفُ تَرْتيلٍ وتَرْديدِ |
| في كل حرفٍ من الإِنجيل فَلْسفةٌ. |
| تزهو بِبُرْدَين من وَحْيٍ وَتَجْديدِ. |
| ونحنُ في دَرَكٍ يُفضي إلى دَرَكٍ |
| لاهُون عنها بتأكيدٍ وتَفْنيدِ |
| يا مَنْ يصومُ وفي أعماقه نَهَمٌ |
| ومَنْ يُصلِّي وعيناه على الغيدِ |
| إنْ لم تَقِ النفسَ شرَّ المُغْريات ولَمْ. |
| تَغْسلْ ضميرَك مِنْ غِلٍّ وتَهديدِ. |
| فما صيامُك إلاَّ جوعُ مُقْتصدٍ |
| وما صلاتُك إلاَّ هَذْرُ مَكْدودِ |
| * * * |
| يا صاحبَ العيد عادَ المُجْرمون إلى. |
| بيتِ الصلاة، وأبناء المناكيدِ |
| فأين صوتُك يَدْوي في مسامعهم. |
| وأينَ سَوْطُكَ يَهَوي في الأخاديدِ
(1)
. |
| لَن يستريحَ ثَرَىً قدَّستَ تربتَه. |
| حتى تخلِّصَه من شرِّ تَهْويدِ |