شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كنانة اللَّه
تحيـة لمصـر في وقفتهـا الخالدة ضد العدوان الثلاثي، سنة 1956
لا يَنْخَدعْ بسَراب النصر قُرصانُ.
الغيلُ مضطرمٌ والليثُ يَقْظانُ
تحمي الكنانةَ أجنادٌ مجنَّدةٌ
سلاحها في مثار النَقْع إيمانُ
لِله دَرُّكِ أرْضاً فَوْقَها دَرَجَتْ
حضارَةٌ كلُّها نورٌ وعِمْرانُ
مرَّتْ عليها جيوشُ الفتح انقرضتْ.
وارتدّ عنها طواغيتٌ وغِيلانُ
يا أكذبَ الناس هَلْ أَغناكُم عددٌ.
وهل وَقْتكم تنانينٌ وعُقْبانُ؟
سُبْحانَ من قَهَر الباغي وعلَّمه.
أنَّ الضعيفَ له في الحق أعوانُ.
غَزَوتُمُ مصرَ يحدو خَطْوكم جَشَعٌ.
فكنَ مَغْنَمُكم خزيٌ وخِذلانُ
تكسَّرتْ في مواطي الحقّ أسيفُكُم.
وردَّ غَطْرَسةَ البُهتان بُرهانُ
حلمتُمُ بمجاري النيل صافيةً
فغَصَّ في نَشْوة الأحلام ظمآنُ
مَنْ صاحب البُطْل لم يأمنْ غوائلَه.
البُطْل بَيْن مطاوي الثوب ثُعبانُ.
لا تزدهوا بأساطيلٍ مُدَجَّجَةٍ
لا يستقرُّ على الطُغيان بُنيانُ
شُموخ روما على رِجْل المسيح هوى.
وطأطأت لابن عبد الله تيجانُ
أينَ السلامُ وأينَ الهاتفون له
بل أينَ زَمْرٌ وزُمَّار وسُعْدان؟
ما في الكنانةِ للطُغيان مُرْتَبعٌ
إلاَّ إذا احتلَّ عرشَ الحق شيطانُ.
إن الشعوبَ التي في قيدكم رَسَفَتْ.
لم يُجْدِ في قَهْرها كيدٌ وعُدوانُ.
ثارتْ على كبرياءِ السوطِ وانتفضَتْ.
بين الجوانحِ أحقادٌ وأضْغانُ
تلك الوعودُ التي انقادت لها انفضَحَتْ.
فبان تحت إهابِ الشاةِ سَرْحانُ (1)
أَبحتُم القدسَ للشذَّاذ فاقتسمتْ.
عارَ الجريمة أصلالٌ وذؤبانُ
لو يستطيعُ لثارَ "المَهْد" من غضبٍ.
وانصبّ منه على الفجَّار طوفانُ.
أتباعُ طه حَمَوا بالروح حُرْمَتَه.
وعزّ في دولة الإسلام رُهْبانُ
فكيف يحمي نَصارى الغربِ مَنْ عبثوا.
فيه ويجري مع التيار جيرانُ؟.. (2) .
* * *
كنانَةَ الله لا راعَتْكِ عاديةٌ
ولا تَجَهَّم في مغناك نيسانُ
تأرَّجَتْ باسمكِ الأنواه واغترفَتْ.
من فَيْض نورِك أجيالٌ وأزمانُ.
على ضفافكِ مَدَّ الشعرُ دولتَه.
وفي رُباك رَسَا للفكر سُلطانُ
دَعا شبولَك داعي المجدِ فابتدروا.
كما هَفَا للقاء الإِلْفِ وَلْهانُ
لم يرهبوا نافثاتِ الموتِ تَحْصدُهم.
ولا ثنتْهم عن العلياء نيرانُ
كأن رائحةَ البارود تَلْفحهم
نَشْرَ الصبَا وعزيفَ النار ألحانُ.
كأنَّ حوض المنايا مَنْزَةٌ خَضِلٌ
يسعَى إلى ظله صادٍ وحَرَّانُ
كأنَّ "بَدْراً" أطلَّتْ من صوارمهم.
وانشقّ عن أهلها قَبْرٌ وأكفانُ
رَدُّوا مؤامرة الثالوث (3) خائبةً
عَبْرى، فصفَّق في مثواه عَدْنانُ.
يا من بنيتم على التدجيل دولتكم.
بشراكمُ انفتحتْ للناس أجفَانُ.
لسوف تجترفُ الأنواءُ فُلْكَكمُ.
إن لم يفِقْ من غرور الغيّ رُبَّانُ.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :562  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 15 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج