عَبْرَ الطريقِ العابسِ الخالي |
عَبْرَ المَدى الموَّار بالآلِ |
في خيمةٍ سوداءَ كالقبرِ |
منصوبةٍ في المَهْمَهِ القَفْرِ |
مَنْهوكةٍ مَهْتوكةِ السِّترِ |
مفتوحةٍ للوحشِ والطيرِ |
مكشوفةٍ للحَرّ والقَرِّ |
مفروشةٍ بالرَّمْل والفَقْرِ |
مغمورةٍ بالذُّلّ والقَهْرِ |
عينان تعتلجان بالنارِ |
ويَدٌ تَخُطُّ وصيَّة الثارِ |
الحقدُ يُوحِيها |
والجُرْحُ يُمْليها |
وعلى الحروف الراعفات دَماً |
الهادراتِ تَخالُها حُمَما |
تنزو حَشَاشةَ |
لاجئٍ بالِ |
يا ابنَ الشهيدِ الحيِّ يا ولدي |
يا فِلْذةً خضراءَ مِنْ كَبدي |
إني نَذَرْتُك للغدِ الدامي |
وتركتُ بين يديك آلامي |
وزرعتُ في عينيك أحلامي |
فاحملْ رسالةَ حِقْديَ الظامي |
"سامي" تَرَكْنا الدارَ يا سامي |
نَهباً لشذَّاذٍ وأقْزام |
لكن سيزحف بَحْرُنا الطَّامي |
كالموتِ كالإِعصار كالقَدَرِ |
كالجِنِّ تَنْبع من كُوَى سقرِ |
فنطهرُ الدارا |
ونحطِّم العارا |
وندكّ "تلَّ أَبِيْبِهم" طَلَلا |
تَبْقَى لهم وَلنَسْلِهم مَثَلا |
ستطيَّرون به إلى الأبدِ |
* * * |
الغَرْبُ باسم السِّلْم ضحَّانا |
وبحجةِ التَمْدين أفنانا |
فابصقْ له أسطورة السِّلْمِ |
والعَنْ حَضَارة عَصْرِهِ العِلْمي |
في لَحْمِنَا منه وفي العَظْم |
نابٌ يحزُّ ومِخْلَبٌ يُدمي |
حقُّ الضعيف وعِفَّة الشَهْم |
في شَرْعهِ ضَرْبٌ من الوَهْم |
الحقُّ للرشَّاش واللُّغْم |
فازْرَعْ على الرَّشاشِ بُرْهانكْ |
واكتُبْ بحدِّ السَّيْفِ سُلْطانَكْ |
ما أنت من صُلْبي. |
إن حِدْت عن دَرْبي. |
يا ابني نَذَرْتُك للغد الدامي |
فاحملْ رسالةَ حِقْديَ الظامي |
وحَذارِ أن تبقِيه ظمآنا! |