شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
خرافة السلام
هَلْ لي إلى مَهْدِ السلام سبيلُ
الليلُ دَاجٍ والطريقُ طويلُ
عَصَفَتْ بيَ الأشواقُ عاتيةَ اللَّظَى.
واحَرَّ قَلْبٍ في الدموع يَسيلُ
لَتكادُ تَغْرَق في الظلام سفينتي
لولا بَصيصٌ للرجاء ضَئيلُ
يا مُنْكِراً شَكْوَايَ عُذْرُك بَيِّنٌ
وَقْعُ الأنين على السَّليم ثَقيلُ
لو كنتَ مثلي لم تَضِقْ بكآبتي
صَدْراً ولم يَثْقُلْ عليك عليلُ
أتسومُني مَرَحَ الطليق ومَوْطني.
بين السلاسل والقيودِ ذليلُ؟
قالوا استراحَ فقلتُ لولا شَوْكةٌ.
تنسابُ بينَ ضُلوعه وتَجولُ
لا شأنَ لاستقلالِه ما دام في
باب العَرِين المُستقلِّ دَخيلُ
هَيْهَاتَ يَحملني جَناحٌ خافقٌ
وأخوه في أصفاده مَشْلولُ
لَهْفي على القُدْس انطوت أعلامُه.
وكبتْ بأشبالِ النضال خُيولُ
يمشي الأصيلُ ابنُ الأصيلِ مُطَأطئاً.
فيه ويَشْمخُ واغِلٌ مَرْذولُ
الهُدْنةُ النكراءُ أصْلُ بلائنا
في عُنْق عاقدها الدَّمُ المَطْلولُ
لولا حبائِلُها لحطَّم سَيْفُنا
وَكْرَ الرذيلة وانتهتْ إسريل
لَيْتَ الذين استبشروا بسَرابها
زلَّتْ بهم قَدَمٌ وضلَّ دَليلُ
لا نَخْتلقْ للذنب أعذاراً فقد
يُفتي بتحليل الذنوبِ جميلُ
الجودُ إلاَّ في الكرامةِ زينةٌ
والصَفْحُ إلاَّ في الجهادِ نبيلُ
لَهْفَي على أحرارِه غصَّتْ بهم
بيدٌ وضاقتْ أنْجُدٌ وسُهولُ
مليونُ لاجٍ في العَراءِ تَشَرَّدُوا
لَمْ يَخْتَلِجْ لهَوانِهم مَسْؤُولُ
نَصَبوا على دَرْبِ الرياح خِيامَهم.
يُذكِي جراحَهمُ غدٌ مجهولُ
إن يَرقُدوا فالذُّعْر في أحلامهم.
وإذا صَحَوا فالهَوْل والتَّرحيلُ
الحَرُّ يَجْلِدُهم بنارِ سِياطِه
والقَرَّ سيفٌ فوقَهم مسلولُ
والجوعُ يزرعُ بَيْنَهُم آفَاتِه .
فيَلُمُّ غَلَّةَ زَرْعِه عِزْريلُ
يَزْهو عليهم بالفُتات مُنَعَّمٌ
ويَمُنّ بالثوب الأرثِّ بخيلُ
ويُتاجر المتهوِّدون ببؤسِهم
إن اللئيمَ عتادُه التَدْجيلُ
يا خائفينَ على السلام أَلاَ اخجلُوا.
دَعْوى السلام خُرافةٌ وفُضولُ.
أَوَ بَعْدَ أن شهدَ الورَى عوراتِكم.
رَأْد النهار يصونكم مِنْديلُ؟
ما أكذبَ السِّرْحالُ يَزْعمُ أنه
ظِلٌ ظَلِيلٌ للنِّعَاج بَلِيلُ
لا حقَّ إلاّ للقويِّ بشَرْعكم
فَعلامَ هذا الكذبُ والتضليلُ؟.
بَيْتُ الصلاة جعلتموه مَغارةً
يَسعَى به لِصٌ ويسرحُ غُولُ
لولا مساعيكم لأخفقَ حُلْمُهم.
واستُؤصل السرطانُ وهو وبيلُ.
لا تغسلوا من خَطْبه أيديكمُ
راعي الجريمةِ للأثيمِ زَميلُ
بلفورُ في المأساة أولَُ دافعٍ
ويليه في تنفيذها شِرْشيلُ
* * *
يا شائدينَ على الرذيلة دَوْلةً
للبُطْل يومٌ ضاحكٌ ويزولُ
لا تَرْقُصوا للنصر فهو بدايةٌ
إنَّ الختام ندامةٌ وعَويلُ
صَحَتِ العروبةُ من عميق سُباتِها.
وتَحَفَّزتْ تحت البنود شُبولُ
جمعتهمُ الجُلَّى ووحَّد صفَّهم
ثأرٌ يُزَمْجرُ في الصدور جليلُ
يزهو صلاحُ الدين في أبرادهم.
ويجولُ في أسيافهم ويصولُ
لا صُلْحَ حتى تنطوي أعلامُكم.
ويعودَ مفجوعٌ ويأمن غيلُ
أرَّثْتُم بالكَيْدِ ثورةَ حِقْدنا
نابُ الكريم إذا استُفزّ أكولُ
غداً التلاقي فاحشُدوا وتسلَّحوا.
هيهات يدفع عنكمُ أسطولُ
حان الرحيلُ فإن ركبتم رأسَكم.
فالسيفُ ظامٍ للرقاب غَليلُ
1955
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1035  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 10 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج