هَلْ لي إلى مَهْدِ السلام سبيلُ |
الليلُ دَاجٍ والطريقُ طويلُ |
عَصَفَتْ بيَ الأشواقُ عاتيةَ اللَّظَى. |
واحَرَّ قَلْبٍ في الدموع يَسيلُ |
لَتكادُ تَغْرَق في الظلام سفينتي |
لولا بَصيصٌ للرجاء ضَئيلُ |
يا مُنْكِراً شَكْوَايَ عُذْرُك بَيِّنٌ |
وَقْعُ الأنين على السَّليم ثَقيلُ |
لو كنتَ مثلي لم تَضِقْ بكآبتي |
صَدْراً ولم يَثْقُلْ عليك عليلُ |
أتسومُني مَرَحَ الطليق ومَوْطني. |
بين السلاسل والقيودِ ذليلُ؟ |
قالوا استراحَ فقلتُ لولا شَوْكةٌ. |
تنسابُ بينَ ضُلوعه وتَجولُ |
لا شأنَ لاستقلالِه ما دام في |
باب العَرِين المُستقلِّ دَخيلُ |
هَيْهَاتَ يَحملني جَناحٌ خافقٌ |
وأخوه في أصفاده مَشْلولُ |
لَهْفي على القُدْس انطوت أعلامُه. |
وكبتْ بأشبالِ النضال خُيولُ |
يمشي الأصيلُ ابنُ الأصيلِ مُطَأطئاً. |
فيه ويَشْمخُ واغِلٌ مَرْذولُ |
الهُدْنةُ النكراءُ أصْلُ بلائنا |
في عُنْق عاقدها الدَّمُ المَطْلولُ |
لولا حبائِلُها لحطَّم سَيْفُنا |
وَكْرَ الرذيلة وانتهتْ إسريل |
لَيْتَ الذين استبشروا بسَرابها |
زلَّتْ بهم قَدَمٌ وضلَّ دَليلُ |
لا نَخْتلقْ للذنب أعذاراً فقد |
يُفتي بتحليل الذنوبِ جميلُ |
الجودُ إلاَّ في الكرامةِ زينةٌ |
والصَفْحُ إلاَّ في الجهادِ نبيلُ |
لَهْفَي على أحرارِه غصَّتْ بهم |
بيدٌ وضاقتْ أنْجُدٌ وسُهولُ |
مليونُ لاجٍ في العَراءِ تَشَرَّدُوا |
لَمْ يَخْتَلِجْ لهَوانِهم مَسْؤُولُ |
نَصَبوا على دَرْبِ الرياح خِيامَهم. |
يُذكِي جراحَهمُ غدٌ مجهولُ |
إن يَرقُدوا فالذُّعْر في أحلامهم. |
وإذا صَحَوا فالهَوْل والتَّرحيلُ |
الحَرُّ يَجْلِدُهم بنارِ سِياطِه |
والقَرَّ سيفٌ فوقَهم مسلولُ |
والجوعُ يزرعُ بَيْنَهُم آفَاتِه . |
فيَلُمُّ غَلَّةَ زَرْعِه عِزْريلُ |
يَزْهو عليهم بالفُتات مُنَعَّمٌ |
ويَمُنّ بالثوب الأرثِّ بخيلُ |
ويُتاجر المتهوِّدون ببؤسِهم |
إن اللئيمَ عتادُه التَدْجيلُ |
يا خائفينَ على السلام أَلاَ اخجلُوا. |
دَعْوى السلام خُرافةٌ وفُضولُ. |
أَوَ بَعْدَ أن شهدَ الورَى عوراتِكم. |
رَأْد النهار يصونكم مِنْديلُ؟ |
ما أكذبَ السِّرْحالُ يَزْعمُ أنه |
ظِلٌ ظَلِيلٌ للنِّعَاج بَلِيلُ |
لا حقَّ إلاّ للقويِّ بشَرْعكم |
فَعلامَ هذا الكذبُ والتضليلُ؟. |
بَيْتُ الصلاة جعلتموه مَغارةً |
يَسعَى به لِصٌ ويسرحُ غُولُ |
لولا مساعيكم لأخفقَ حُلْمُهم. |
واستُؤصل السرطانُ وهو وبيلُ. |
لا تغسلوا من خَطْبه أيديكمُ |
راعي الجريمةِ للأثيمِ زَميلُ |
بلفورُ في المأساة أولَُ دافعٍ |
ويليه في تنفيذها شِرْشيلُ |
* * * |
يا شائدينَ على الرذيلة دَوْلةً |
للبُطْل يومٌ ضاحكٌ ويزولُ |
لا تَرْقُصوا للنصر فهو بدايةٌ |
إنَّ الختام ندامةٌ وعَويلُ |
صَحَتِ العروبةُ من عميق سُباتِها. |
وتَحَفَّزتْ تحت البنود شُبولُ |
جمعتهمُ الجُلَّى ووحَّد صفَّهم |
ثأرٌ يُزَمْجرُ في الصدور جليلُ |
يزهو صلاحُ الدين في أبرادهم. |
ويجولُ في أسيافهم ويصولُ |
لا صُلْحَ حتى تنطوي أعلامُكم. |
ويعودَ مفجوعٌ ويأمن غيلُ |
أرَّثْتُم بالكَيْدِ ثورةَ حِقْدنا |
نابُ الكريم إذا استُفزّ أكولُ |
غداً التلاقي فاحشُدوا وتسلَّحوا. |
هيهات يدفع عنكمُ أسطولُ |
حان الرحيلُ فإن ركبتم رأسَكم. |
فالسيفُ ظامٍ للرقاب غَليلُ |