شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قُلْ لأهل الهواتف
[في مدينة جدة، أُعطيَ الشاعرُ موعداً لنصبِ جهاز هاتف في منزله يوم الأربعاء، فانتظر طول اليوم دون جدوى. فنظم قصيدة يداعب فيها مسؤولي الهاتف ونشرها في جريدة "البلاد"، فكان أن نصبوا له جهاز التلفون حالما اطلعوا على القصيدة]:
يا سميري والروحُ في الجسـد
تتغنَّى كطائر غَرِد
لا تُبالي بما يكدّرها
من همومِ الحياة والنَكد
أسهرُ الليل لا تُفارقني
ربَّةُ الشعر جمرةُ الوَقَد
وبقلبي جوىً يؤرّقني
فعيوني موصولةُ السُهُد
* * *
يا سميري أشكو إليكَ أذىً
من زمان يَلِحُّ في اللَّدَد
لُذْتُ منه ولستُ ذا فَنَدِ
لو أردتُ الحديث في الصَدَد
غير أني أبغي مداعبة
عَلَّ فيها الخلاص من ضَمَد
* * *
قل لأهل الهواتف استمعوا
أنا منكمْ واللهِ في حَرَدِ
لستُ أدري وكيف جاز لكم
تظلموني بغير مُستَنَد
وثائقي كلّها مصدَّقَة
كاملاتُ الشروط والعَدَد
كانت ( الأربعاء) موعدَنا
ثم ولَّى وصار في (الأحد)
وإلى الآن لم أزلْ ويدي
تتشكّى لكم من البَدَد
أكثيرٌ أن تنصبوا هاتفاً
لغريبِ الديارِ والبلد
يشتكي وحدة بمنزله
ولا نداءً يجئ من أحد
* * *
يا مديراً للبرقِ والبُرُدِ
وعميد الهواتف الجُدد
جئتُ أشكو إليك معتَمداً
أن يكون المديرُ معتَمدي
ورجائي أن يكون له
موقف قد يفتُّ في عَضُدي
كان لي (موعد) فأين انتهى؟
أتُراهُ ثوى إلى لَحِد
أم تهاوى للنوم في دُرُجٍ
(لخبير) بالأمر مُجتهِد
سلَّمَ الهاتف الذي كان لي
(لقريبٍ) ولستُ ذا حَسَد
غير أني أبغي الجوابَ على
سُؤْلَةٍ قَدْ تدورُ في خلدي
أيُّ فرق في الحقِّ بين ( بني
مالك) ثَمَّ أم (بني أسد)
أم تراه يميل عن (سَعدٍ)
دونما علة إلى ( حَمَدِ)
* * *
فإذا كان هاتفي طلباً
لا يُلَّبى لغايةِ الأمد
وسأبقى للغيب منتظراً
أن أحوزَ المرجان في الزَبَد
وتبيضَ الديوكُ من غَدِها
وأرى بيضَها على وتد
لستُ والله ساكتاً أبداً
ويراعي والشعر طوعُ يدي
وسأشكو إلى ( البلاد) غداً
ثم أشكو لواحدٍ أحَد
• • •
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :349  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 142 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.