يا سميري والروحُ في الجسـد |
تتغنَّى كطائر غَرِد |
لا تُبالي بما يكدّرها |
من همومِ الحياة والنَكد |
أسهرُ الليل لا تُفارقني |
ربَّةُ الشعر جمرةُ الوَقَد |
وبقلبي جوىً يؤرّقني |
فعيوني موصولةُ السُهُد |
* * * |
يا سميري أشكو إليكَ أذىً |
من زمان يَلِحُّ في اللَّدَد |
لُذْتُ منه ولستُ ذا فَنَدِ |
لو أردتُ الحديث في الصَدَد |
غير أني أبغي مداعبة |
عَلَّ فيها الخلاص من ضَمَد |
* * * |
قل لأهل الهواتف استمعوا |
أنا منكمْ واللهِ في حَرَدِ |
لستُ أدري وكيف جاز لكم |
تظلموني بغير مُستَنَد |
وثائقي كلّها مصدَّقَة |
كاملاتُ الشروط والعَدَد |
كانت ( الأربعاء) موعدَنا |
ثم ولَّى وصار في (الأحد) |
وإلى الآن لم أزلْ ويدي |
تتشكّى لكم من البَدَد |
أكثيرٌ أن تنصبوا هاتفاً |
لغريبِ الديارِ والبلد |
يشتكي وحدة بمنزله |
ولا نداءً يجئ من أحد |
* * * |
يا مديراً للبرقِ والبُرُدِ |
وعميد الهواتف الجُدد |
جئتُ أشكو إليك معتَمداً |
أن يكون المديرُ معتَمدي |
ورجائي أن يكون له |
موقف قد يفتُّ في عَضُدي |
كان لي (موعد) فأين انتهى؟ |
أتُراهُ ثوى إلى لَحِد |
أم تهاوى للنوم في دُرُجٍ |
(لخبير) بالأمر مُجتهِد |
سلَّمَ الهاتف الذي كان لي |
(لقريبٍ) ولستُ ذا حَسَد |
غير أني أبغي الجوابَ على |
سُؤْلَةٍ قَدْ تدورُ في خلدي |
أيُّ فرق في الحقِّ بين ( بني |
مالك) ثَمَّ أم (بني أسد) |
أم تراه يميل عن (سَعدٍ) |
دونما علة إلى ( حَمَدِ) |
* * * |
فإذا كان هاتفي طلباً |
لا يُلَّبى لغايةِ الأمد |
وسأبقى للغيب منتظراً |
أن أحوزَ المرجان في الزَبَد |
وتبيضَ الديوكُ من غَدِها |
وأرى بيضَها على وتد |
لستُ والله ساكتاً أبداً |
ويراعي والشعر طوعُ يدي |
وسأشكو إلى ( البلاد) غداً |
ثم أشكو لواحدٍ أحَد |