شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مساجلات إخوانية
[اتصل بصديقه الشاعر الأستاذ عبد الغني قستي نائب رئيس تحرير جريدة "البلاد" تليفونياً. وظلَّ التليفون يرن وهو يكرر الاتصال ولا يسمع إلا رنين التليفون، فكتب إلى صديقه قصيدة مداعبة رد عليها القستي بقصيدة أخرى ما إن استلمها الشاعر حتى ردَّ هو الآخر بقصيدة .. والقصائد الثلاث كلها على نفس الوزن والقافية]:
قال الشاعر:
يا سيدي "عبدَ الغني"
هاتفكُم أتعبني
أطالُبُكم .. فينبري
رنينه في أذني
يضرب في طبلتها
من غير أن يُسْسعفني
ويستمرّ .. صامتاً
رغم مرورِ الزّمَن
وهو على رنينه
مواظبٌ لا ينتشي
* * *
كَلَّمتُهُ بكل ما
أعرفه من ألسن
حدوتُ، غنّيتُ كما الـ
ـبدوُ وأهلُ المدن
أسْمَعْتُهُ لحنَ "النهاوند"
بصوتٍ حسن
عزفتُ بالناي له
والعود ثم الأرغن
وقلتُ لو أسمعتُهُ
شعراً عسى يسْمعني
أنشدُته الطريف من
شعرِ "ابن هاني الحسن" (1)
فلم يزل في صمته
ملتزماً كالوثن
فقلت يا لَهاتفٍ
بصمته مُقْترِن
لا أحدٌ يرفعه
أو سامعٌ يسألُني
عن بُغْيتي عن طَلبي
جنسيتي أو وطني
* * *
"السنترال" عندكم
يا صاحبي ذو شجن
"لا نفع منه يُرْتَجى"
كمّيتٍ في كفن
أرقامه أدرتُها
عشراً فما أجابني
وقلت يا ربُّ عسى
المرة من يسمعني
لا بأس لو أراد أن
ينهرَ أو يشتمني
لعله بشخصكم
خلالها يوصلني
فلم أنل شيئاً سوى
رنينه في أذني
 
أجاب عبد الغني قستي:
لبيك .. من ناديتني
بالروح روح السوسن
لبيك قلباً عاشقاً
بالعين قبل الأذُن
لبيك يا أحلى نداء
مسَّ سمعَ الزمن
لا أرتضي سواه مهـ
ـما كان غالي الثمن
لكنني – وا أسفى -
أقول ما لم يُرضني
أخطأكَ التوفيق
في توقيتك المتلفن
هاتفتني مكرِّراً
آلو.. ألو "عبد الغني"
فلم يجبك أحدٌ
رغم الصدى "المدندن"
إذ لم أكن آنئذٍ
جاوزتُ بابَ مسكني
ومكتبي ما زال مقـ
ـفولاً فهل تعذرني؟
وهاتفي مشترك
ولم يعد يخصني
كأنه الهلوك في
دنيا المزاد العلني
ففيم أشكو ثُمَّ من
يا هل تُرى ينصفني؟
* * *
رحماك يا ربي فقد
ظلمتُ نفسي نجِّني
أفنيتُ عمري في ضلا
لات الهوى لا أنثني
مندفعاً كثورة الـ
ـطوفان أو كالأرعن
وأنت يا دكتورنا الـ
ـمفضال هل تنجدني؟
وهل هناك من دوا
ءٍ نافع ينقذني؟
فالشعر قد يمسي عِلا
جاً شافياً للمدمن
 
أجاب الشاعر:
سألتني عن الدواء
-نافعاً- "عبد الغني"
تالله قد سألتَ ذا
تجربةٍ بالمحن
لاحتْ له كؤوسُها
مُتْرَعة بالشحن
فصبَّها لم يُثْنِهِ
ما خلّفتْ من حَزن
يدفع من طموحه الـ
ـجريح أغلى الثمن
يعرض للطعن من
الأحلام ما لم يُطعن
حتى ارتمى "ثُمالةً"
في كأس هذا الزمن
* * *
تسألني "عبد الغني"؟
تالله لو سبرتَني
وجدتَ جُرْحاً في الحشا
ناءَ بداءٍ مزمن
* * *
أُنبيكَ أني لست من
أهل النُّهَى والفِطَن
أجهل ما "يتقنُه"
"الدهاة" أهلُ المهن
آيةَ أني إذا أرى
الناس بوجهٍ حسن
أحسب أن القلبَ مجبو
لٌ بذات المعدن
وأن ما تضمره النفو
س زادُ الألسن
حتى إذا ما صرّح الـ
ـزبدة خضُّ اللبن
صُعِقتُ مما لاح لي
من الشجا والضغَنِ
وجدتُ ما تضمره الـ
ـنفوس غير المُعْلَن
وغيضَ عطرٌ زائفٌ
تحتَ مهيج النتن
والقولُ ذاك لم يكن
إلا غطاءَ العفن
* * *
ورحتُ مخذولَ الرؤى
مردداً ما فاتني
تحذرَ أن تُلدَغَ من
حجرين ايدي المؤمن
لكنني لدغت من
ألفٍ ولما أنثني
* * *
أبعدَ هذا يا أخا الـ
ـشعر به تسألني
ونحن سيّانِ بما
نلقى بأيدي الزمن
وأنه يزيدُنا
حيفاً إذا لم نُذعن
فانزلْ على أحكامهِ
كالبلبل المرتَهن
مغرداً في قفصٍ
عن شدوه لم يَهِن
• • •
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1012  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 135 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج