| رحلتَ ولم تحزْ نشباً ومالاً |
| ولم تأملْ من الدنيا نوالا |
| وغادرتَ الأحبة، لا وداعاً |
| ولا وعداً، وأصرمتَ الوصالا |
| وخلفت القلوب عليك لهفى |
| وكنت لرد لهفتهما مآلا |
| * * * |
| وكنتَ، وكانت الأيام حرباً |
| عليك بكلّ ناحية سجالا |
| تنافحُ عن حياضِك في سكون |
| وكان (الخصمُ) أوسعَ منكَ حالا |
| فكنت له (خصيماً) لا يُبارى |
| وكنتَ لسهمهَ صيداً مُحالا |
| * * * |
| وأنت إذا يدُ الأيام طالت |
| عليك وأعملتْ فيكَ النكالا |
| وألقت حولك الأعباءَ همّاً |
| على همٍّ لتورثكَ الملالا |
| رسمتَ لها على الشفتين، هُزءٍ |
| سؤالا يقتضي منها السؤالا |
| أعندي يُستضاف الهمُّ؟ لا.. لا |
| إليك فلستُ أنهزم انخذالا |
| * * * |
| رعاكَ الله آخرةً ... فإني |
| رأيتك لم تُعرْ دنياك بالا |
| ولم تحسبْ لحادثة الليالي |
| حساباً، لا البقاءَ ولا الزوالا |