عليكَ القلبُ ملتاعاً يذوب |
ويومي فيكَ منكسِفٌ كئيب |
وسمعي كادَ يُنكرُ صوتَ ناعٍ |
نعاكَ إلىَّ فانتفضَ الوجيب |
أحقاً لم يعد فينا (عليٌّ) |
وقد رحل المفكرُ والأديب |
وجفَّ بفقده قلم دؤوبٌ |
معينُ مدادِه الفكرُ الخصيب |
* * * |
سلامُ أيها الجَسدُ المسجّى |
تَحُفُّ به المشاعرُ والقلوب |
سميَّ "الطُهرِ" زيّنهُ كريمٌ |
من الأخلاقِ والأصلُ النجيب |
ووجه يلتقي الأحباب طلقاً |
فكُلهمُ له خِلٌ حبيب |
فيا للهِ ما احتسبَ الغيارى |
على الأداب ترزؤها الخطوب |
ولو عَقِلَ الذي أبدعت فينا |
لبلَّ سطورَه الدمع الصبيب |
وران على مقاطعِهِ وجوم |
بليغ في معانيه مَهيب |
* * * |
عَرفتكَ لا تقصّرُ عن سؤال |
إليكَ به يلوذُ المستريب |
ألا إني على ريبٍ شديدٍ |
من الدنيا وقد عزَّ المجيب |
تُجمّعنا الحياة وليسَ ندري |
متى ينفضُّ مجمعُنا العجيب |
وتُشرقُ شمسُنا في كل يوم |
ويختِمُ يومَنا منها مغيب |
فما لشموسِ أفذاذٍ توارت |
عن الدنيا إلى أبد تغيب؟ |
* * * |
نهيتُ النفس تشكو لي اغتراباً |
تقولُ أكادُ من وجدٍ أذوب |
رويدَكِ ليس من ينأى بعيداً |
وإن الحيَّ، ما يحيا قريب |
ولستُ أرى غريباً من تناءى |
فمن (تحتَ التراب هو الغريب)
(1)
|