"أبا عامر" صبراً فقد لزمَ الصبرُ |
ولله في أعمارنا النهيُ والأمر |
هو الخَلقُ ملكُ الله بمنزل |
هي الأرضُ مقدورٌ بها العيش والعمر |
وما نحنُ والأبناءُ إلا لبطنها |
سيسُلمنا يوماً لأعماقها الظهر |
* * * |
تُداولنا الأيام يعقب بعضُنا |
على الأرض بعضاً مثلما الليلُ والفجر |
وقد يخطِفُ الموت الشبابَ مخلّفاً |
شيوخاً على أعمارها اكلَ الدهر |
وفي بيتكَ المفجوعِ لله آية |
وسرٌّ إلهيٌّ يحارُ به الفكر |
(أب) جاوزَ التسعينَ ملءُ إهابة |
و(إبنُ) بريعان الصبا ضمه القبر |
* * * |
"أبا عامر" أدري على أيِّ آهة |
بجنبيك حرّى مثلما يلذع الجمر |
يؤمُّ الكرى عينيك مـلً طيوفـه |
سوانح من ذكرى حبيب هو "البكر" |
تعهّدته حتى استقامَ بعودِه |
نديّاً على خدّيهِ يبتسم البدر |
إذا لاح ما بين الشباب كأنّهُ |
تباشيرُ خيرٍ، بل هو الخيرُ والبِشر |
مطِلاً على العشرين إلا رزانة |
تجوزُ به الخمسين لو نطق الثغر |
* * * |
فيا حكمةَ الله التي لا يحيطُها |
سواه ولا ينجابُ عن كُنهها سِتر |
دعي الصبر ينزلْ في قلوب كليمة |
توالى عليها الحزن والهمُّ والضر |
تَولّي به (أمّاً) يكادُ فؤادُها |
يغادرها لو كان طاوعهُ الصدر |
وداوي به جرحا بأعماق (والد) |
تمنّاه ذخراً يستقيم به اليُسر |
وكوني على (ابراهيمَ) يا نَار (عامر) |
سلاماً وبرداً، إنّ (مجداً)هو الذُخر
(2)
|