(أبا عمران) عوفيت ووقّيِتَ الأذى والآهة الحرّى |
(أبا عمران) أُزجيهِ دعاءً من صميم القلب أن تبرا |
وأن ألقاكَ والبسمة كالفجرِ على طلعتكَ الغرّا |
* * * |
سلاماً يا (أبا عمران) والقلبُ بما أنتَ به أدرى |
سلاماً من بني أهلي، من (الغراف) إذ كنت بهم برّا
(1)
|
وقد قاسمتَهم شطراً من الأيام ذُقتَ الحلوَ والمرا |
* * * |
سميرَ الحبِّ والأحباب، مندوباً إلى السرّاء والضرّا |
تفرّى القلب من ألم، وهزتني إلى أيامنا الذكرى |
وعُدتُ بخاطري للأمسِ استرجعُ من ذكراه ما مرّا |
وأنتَ جليسُنا المحبوبُ يملأ روحَنا بحديثه سحرا |
يُطارحنا جميل القولِ والأخبارَ والألحانَ والشعرا |
فقلت: ألا جزى اللهُ الليالي ما تفاجؤنا به غدرا |
* * * |
(أبا عمران) لآ سلِمتْ يدُ الأقدار إن همّتْ بك الشرّا |
فُديت بألفِ (مملوكٍ) تملّكنا وصيَّرَ أهلَنا أسرى |
وزالَ إليهم الداءُ الذي تشكو فإنهمُ بهِ أحرى |
* * * |
(أبا عمران) هل تقبل من خلٍّ وفيٍّ صادقٍ عُذرا |
يعُزُّ عليّ أني لا أعودُك فالزمان بهمّتي أزرى |
وصيّرني أسير الدَّاء مشدوداً إلى أغلاله قسرا |
غريبَ الدار تحدوني الليالي لا أرى في أفقها فجرا |
ويعتصرُ الأسى قلبي وروحي لم تـزلْ مهمومـة حيـرى |
* * * |
أنا المفجوعُ في كبدي سهام الدهر أشتدُّ لها صبرا |
فصبراً يا ( أبا عمران) فالصبرُ لعمري نعمة كبرى |