رهيبُ الوقعِ نعيُكَ في لساني |
ألا يا راحلاًً قبل الأوان |
سميرَ الروح والقلبِ المعنَّى |
بحسبي من رحيلِكَ ما أعاني |
تملكني الأسى جسداً وروحاً |
وزلزلت الفجيعة من كياني |
أسائلُ نفسيَ الحيرى: أحقاً |
رحلتَ وصوّحتْ منكَ المغاني |
ورانَ الصمتُ ثم فلا أنيسٌ |
يطارحُني بآيات البيان |
وكانت تملأُ الأجواءَ أنساً |
مجالسُنا بديعات المعاني |
وها أنا منكَ لا خبر يوافي |
ولا عيني تراكَ ولا تراني |
* * * |
يعزّيني بفقدِكَ من يراني |
شريد الذهن منخلع الجنان |
ويحسبني أخاكَ ولستُ… إلا |
أخاً لك لم يلدْهُ الوالدان |
ونحن اليوم في حالٍ سواءُ |
ولكنا به متباعدان |
كلانا عن أحبته بعيد |
(وما أقصى مكانكَ من مكاني) |
فإني في جحيمِ الحزن أحيا |
وأنت جوار ربك في الجِنان |
وإني تحت غائلةِ الليالي |
وأنت من الغوائلِ في أمان |
وأنتَ بمنعةٍ عن كل غدرٍ |
وإني أتّقي غدر الزمان |
فأيُّ الصاحبين أشدُّ رزء.. |
ومنْ بلغتْ مطامحُه الأماني؟ |
أمرتحلٌ إلى رب كريم |
وسيعِ العفو ممدودِ الخوان |
أم الحيُّ الأسيرُ بلا طموحٍ |
سوى أن يموتَ على هوان |
* * * |
ألا حسبي خلودُك في فؤادي |
وأنّكَ والمروءةُ توأمان |
وأن حياتنا والموتَ حقٌ |
بحكمهما ينوء الفرقدان |
وغيرَ الله وجهٌ ليس يبقى |
وكلٌّ غيره لا بدّ فان |